لبنان يشهد تضامنا شاملا مع غزة في إضراب شامل ومسيرات حاشدة

شهدت الساحة اللبنانية تحركات جماهيرية واسعة تجاوبًا مع دعوات الإضراب العالمي دعما لغزة ومناهضة للعدوان المستمر على القطاع المحاصر

أغلقت المؤسسات التعليمية والتجارية والصناعية أبوابها في مختلف المناطق اللبنانية تنفيذًا للإضراب المعلن تضامنًا مع الشعب الفلسطيني في غزة وتأكيدًا على وحدة الموقف الشعبي والسياسي في وجه آلة الحرب

نظمت الفصائل الفلسطينية مسيرات جماهيرية في مخيمات الجنوب والشمال حيث انطلقت حشود من مخيم نهر البارد شمالا إلى مخيم عين الحلوة جنوبا في تظاهرات رفعت فيها الأعلام الفلسطينية ورددت الهتافات المنددة بالمجازر

انطلقت تظاهرة حاشدة من تقاطع إيليا بمدينة صيدا باتجاه ساحة النجمة حيث رفع المشاركون شعارات تطالب بوقف المجازر وفضح جرائم الاحتلال في غزة وسط حضور كثيف من الأهالي والناشطين من مختلف الأطياف

تفاعلت الساحات الطلابية بدورها مع المشهد حيث نفذ طلاب الجامعة الأميركية في بيروت وقفة احتجاجية داخل الحرم الجامعي حاملين الأعلام الفلسطينية ومرددين شعارات تطالب بوقف العدوان وإنهاء الحصار المفروض على غزة

خرج طلاب الجامعة اللبنانية الأميركية إلى خارج الحرم الجامعي بعد اشتراط الإدارة قيودًا على أشكال التعبير فاختاروا الساحات العامة لإيصال رسالتهم بوضوح وحرية حاملين اللافتات ومرددين هتافات داعمة للمقاومة الفلسطينية

نظمت مسيرات حاشدة في مخيمات برج الشمالي والبداوي والبارد حيث عبّر المشاركون عن الغضب العارم إزاء الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين مجسدين مشهدا من التلاحم الشعبي والرفض القاطع لسياسات الإبادة والتهجير

رفع المتظاهرون في تلك المسيرات مجسمات لأطفال غزة في إشارة رمزية للمآسي اليومية التي يتعرض لها المدنيون مؤكدين أن التضامن الميداني هو أقل ما يمكن تقديمه في ظل عجز المجتمع الدولي عن التدخل الجدي

دعا المتظاهرون خلال المسيرات في شمال لبنان وجنوبه إلى استمرار التحركات الشعبية ورفع الصوت في كل المحافل ضد العدوان الذي يستهدف الإنسان والحجر ويهدد الحياة المدنية في غزة بأكملها

أكد المشاركون في تلك الفعاليات أن بقاء القضية الفلسطينية حية في الضمير العربي يتطلب نضالا مستمرا في وجه محاولات تغييبها من المشهد السياسي والإعلامي الإقليمي والدولي

سعت الحشود الشعبية إلى إرسال رسالة مفادها أن ما يجري في غزة ليس حدثا عابرا بل هو جريمة مستمرة تتطلب موقفا واضحا من الشعوب والحكومات على حد سواء لوقف نزيف الدم وإنهاء الحصار

كرست هذه التحركات صورة لبنان الموحد والمتضامن مع قضية فلسطين حيث شارك في المسيرات أبناء المخيمات وأهالي المدن والطلاب والناشطون من مختلف الانتماءات في مشهد وطني جامع يعبر عن وجدان الأمة