مقالات وآراء

خيري عمر يكتب: لتوضيح نطاق الخلاف وساحة المعارك

يوم أمس الأحد… كان رائعاً شحذ الوعي بأن إسرائيل هي المشكلة … كانت الدعوة للاحتجاج أمام جهات الكيان الغاصب علامة مهمة في تعريف من أين يبدأ النضال حيث التأثير المباشر، ليكن هذا منهجاً دائماً.

ورغم الدعوة الحصيفة بالتذكير بمسؤولية الاحتلال عن الجرائم، كانت هناك حاجة لتكوين خطاب مُلهم في تعريف وتحديد أصول القضية والمحاسبة على الجرائم دون إزحام وقفات الاحتجاج بالحديث عن تقصير هنا أو هناك، يعطي انطباعاً لدى الخصوم بأن ما بيننا من خلاف كاف لتحقيق الهزيمة ويمنح قبلة الحياة لإسرائيل.

قبل يومين كتبت رأياً في فتوى اتحاد العلماء لقي استحسان بعضهم وعلى الأقل لم اشعر بامتعاض من أي جانب. فحاجتنا مشتركة للبصر بالطريق، وليس المناكفة دون طائل.

كان لافتاً، ظهور أحاديث، لواحد من مشايخنا، أثناء الاحتجاج أمام قنصلية إسرائيل عن أنه “لا سيادة لمصر على رفح” وأنه على المصريين تجاوز الحدود… قد يكون هذا الكلام عفوياً ومن فيض الخاطر… لكنه يتقاطع مع حملة إضعاف تخدم أهداف إسرائيل في تقويض أي قوة في سيناء، لكي تتصرف على حل شعرها…

قبل أيام قدمت اسرائيل شكوى من تمركز القوات المصرية بأعداد كبيرة واعتبرت ملاصقتها للحدود تهديداً ومخالفة.ٍ

في تقييم، كتبته سابقاً، نظرت فيه لمعاهدة السلام كترتيبات فض اشتباك، لم تمنع تطوير الجيش ولم تحل دون وصول الجيش للحدود …. فمساءل السياسة والأمن متغيرة ولا يمكن الوقوف عند نقطة أو الجمود…

لم يكن الحديث عن هز سيادة مصر على رفح منفرداً، لكنه جاء ضمن سياقات متساندة بالدعوة للنفير واجتياز الحدود لكل من يقدر على القيام به…. هي دعوة للتفكيك والفوضى المناسبة لتمدد إسرائيل… فوضى تطيح بكامل مقومات الدول…. لا تحقق مصلحة ولا إنقاذاً، بل تزيد الطين بلة.

اعتقد أن كلنا يسعى للرشد والحكمة…. فتحويل العداء لمصر والأردن يريح إسرائيل ويزيح عنها عبء الرد على الأقل.. هناك حاجة لدراسة الأولويات موضوعياً وفي جو خالً من التصيد، نجتمع فيه على فهم ووسائل لا تصرفنا عن حقيقة الاستعمار الاستيطاني وما يجلبه على على شعوبنا.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى