حقوق وحريات

إضراب المعلمين في العراق: تصاعد الاحتجاجات بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة

نفذ المعلمون في العراق يوم الأحد إضراباً عاماً في المدارس الحكومية احتجاجاً على الأوضاع المعيشية التي يواجهونها.

رفعوا مطالبهم بتحسين الظروف الاقتصادية التي أثقلت كاهلهم، وأعلنوا عن استمرار الإضراب حتى بعد غد الثلاثاء، في محاولة للضغط على الحكومة لتحقيق مطالبهم.

طالبت نقابة المعلمين في بغداد بتحسين الأوضاع المالية للكوادر التربوية في العراق، مؤكدة أن الوضع المعيشي للمعلمين يزداد سوءاً في ظل الأزمات الاقتصادية المستمرة.

شددت النقابة على أن هذه الاحتجاجات تأتي بعد مطالبات متكررة بتحسين الأجور، توفير السكن، ورفع أجور النقل، محذرة من أن استمرار هذه الأوضاع قد يؤدي إلى مزيد من التفاقم في الأزمة التربوية.

تواصلت الاحتجاجات في العديد من المحافظات العراقية رغم الدعوات الحكومية لالتزام المعلمين بالدوام الرسمي واستكمال المناهج الدراسية.

وقامت وزارة التربية بإصدار توجيهات لمديري المدارس والمعلمين بالعودة إلى العمل، لكن إضراب المعلمين تصاعد في العديد من المناطق.

أكدت اللجنة التنسيقية للإضراب في بغداد اعتقال رئيسها وعدد من أعضائها في المحافظات، معتبرة ذلك تصعيداً غير مبرر ضد مطالب المعلمين المشروعة.

أكد المعلمون على أن الإضراب هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق مطالبهم، مشيرين إلى أن تضامنهم الجماعي هو السبيل لإصلاح الأوضاع. وفي الوقت ذاته، واصل المعلمون في محافظة ذي قار إضرابهم العام، مطالبين بتحقيق مطالبهم العادلة.

أعلن ممثلو الكوادر التربوية في ذي قار عن استمرار الإضراب إلى الثلاثاء المقبل، مع خروج تظاهرة حاشدة أمام مديرية التربية في المحافظة، في خطوة تصعيدية جديدة.

أكدت نقابة المعلمين في البصرة استئناف الدوام الرسمي في المدارس ابتداءً من يوم غد الاثنين، بعد تعليق الإضراب في المحافظة.

أشار رئيس نقابة المعلمين في البصرة إلى أن الإضراب كان استجابة لدعوة النقابة العامة في العراق، لكنهم سيواصلون الضغط على الحكومة من خلال الإجراءات القانونية، في حال لم تستجب الحكومة لمطالبهم في جلسة مجلس الوزراء القادمة.

شهدت محافظات ميسان والبصرة تفاعلاً كبيراً مع الإضراب، حيث أغلق العديد من المدارس أبوابها استجابة لمطالب المعلمين.

وفي محافظة ميسان، تجمع المئات من المعلمين أمام نقابة المعلمين للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية وزيادة المخصصات المالية.

أكد الناشطون في ميسان أن الإضراب سيستمر حتى تستجيب الحكومة لمطالبهم، مشيرين إلى أن وضع المعلمين في العراق يحتاج إلى إصلاح جذري. كما أكد المعلمون في البصرة أنهم سيتابعون مطالبهم في جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد الثلاثاء المقبل.

في بغداد، شهدت بعض المدارس توقفاً عن الدوام، بينما استمر العمل في مدارس أخرى بشكل جزئي. أكد مراسلون من بغداد أن المدارس التي أضربت عن العمل تشمل مناطق مثل بسماية، حيث أغلقت العديد من المدارس أبوابها. لكن المدارس الخاصة لم تشارك في الإضراب، وعادت للعمل بشكل طبيعي.

في محافظة ديالى، نظمت الكوادر التربوية وقفتين احتجاجيتين في بلدروز والمقدادية، مطالبة الجهات الحكومية بالاستجابة لمطالبهم.

أكد المتحدث باسم مديرية التربية في ديالى أن الدوام المدرسي في المحافظة استمر بشكل طبيعي، مشيراً إلى أن الكوادر التربوية تنتظر نتائج جلسة مجلس الوزراء.

وفي كركوك، نفذ المعلمون وقفة احتجاجية أمام مديرية التربية للمطالبة بتحسين رواتبهم وزيادة المخصصات المالية، دون أن يتوقف الدوام في المدارس. أشاد المعلمون في كركوك بهذه الوقفة كوسيلة ضغط على الحكومة لتحقيق مطالبهم المشروعة.

طالب العديد من المعلمين والمدرسين في العراق بأن يتم تضمينهم في قانون الخدمة التربوية، الذي يعاملهم أسوة بالخدمة الجامعية في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

يشمل هذا المطالب زيادة المخصصات المالية بأنواعها المختلفة، مثل تحسين المعيشة والمهنية، وبدل النقل، ومخصصات الزوجية والأطفال.

أكدت نقابة المعلمين في بيان لها أنها ستواصل الضغط على الحكومة لتحقيق مطالب المعلمين، محذرة من اتخاذ إجراءات تصعيدية في حال عدم الاستجابة للمطالب.

دعت النقابة إلى تنظيم وقفة احتجاجية في جميع المدارس يوم الاثنين لتسليط الضوء على مطالب المعلمين. كما أعلنت عن عقد جلسة طارئة يوم الثلاثاء لمتابعة تنفيذ هذه المطالب.

تستمر الاحتجاجات والضغوط على الحكومة العراقية من أجل تحسين أوضاع المعلمين، في وقت يتزايد فيه القلق من تأثر العملية التربوية سلباً في حال لم يتم الاستجابة لمطالبهم.

يُتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيداً من التصعيد في حال عدم التوصل إلى حل عادل للمشاكل التي يعاني منها المعلمون في العراق.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى