تصعيد الاتهامات بين مصر وإسرائيل بسبب التحركات العسكرية على حدود سيناء

وجهت إسرائيل اتهامات مباشرة لمصر بانتهاك معاهدة السلام من خلال تعزيز وجودها العسكري في المنطقة الحدودية المحظورة المعروفة بالمنطقة (ج) معتبرة ذلك تهديداً لتوازنات أمنية دقيقة قائمة منذ عقود

طالبت إسرائيل الولايات المتحدة بالتدخل والضغط على القاهرة من أجل تفكيك البنية العسكرية الجديدة التي أقامتها مصر في سيناء بذريعة أنها لا تتماشى مع ما تم الاتفاق عليه سابقاً في المعاهدات الموقعة

رصدت قوة المراقبة متعددة الجنسيات تحركات الجيش المصري في سيناء وأبلغت عنها الجانب الإسرائيلي الذي بدوره صعّد من خطابه وفتح تحقيقات داخلية لبحث تداعيات هذا التحول على أمنه القومي

أثارت القاهرة غضب تل أبيب بعد إرسال قوات مدججة بالسلاح إلى مناطق قريبة من معبر رفح دون تنسيق مسبق كما كان معمولاً به سابقاً مما اعتبرته إسرائيل تجاوزاً خطيراً لبنود الملحق الأمني

أكدت مصر أن تحركاتها العسكرية جاءت استجابة مباشرة للتحديات الأمنية التي تواجهها على حدودها مع قطاع غزة مشددة على أن هذا الوجود ضروري لحماية أمنها القومي وسط فوضى متزايدة في الجوار الفلسطيني

بررت مصر انتشارها في سيناء بالتصدي للتنظيمات المسلحة التي تهدد استقرارها منذ سنوات معتبرة أن هذه الخطوة لا تمثل عدواناً على أي طرف بل إجراءً سيادياً لمواجهة مخاطر مباشرة

كشفت مصادر مطلعة أن القاهرة بدأت نشر قوات ثقيلة في المنطقة منذ عام 2012 دون اتفاق مكتوب جديد مع إسرائيل لكنها استندت إلى تفاهمات ضمنية فرضتها الظروف الأمنية وقتها

احتجت إسرائيل في ذلك الوقت لدى الولايات المتحدة ضد هذا الانتشار لكن الأخيرة امتنعت عن اتخاذ مواقف علنية حادة مفضلة إبقاء الأمور ضمن نطاق التهدئة وعدم التصعيد

تجاهلت القاهرة تلك الشكاوى مؤكدة أن أولويتها كانت ولا تزال منع تهريب السلاح وإغلاق المنافذ التي قد تستخدمها الجماعات المسلحة ضد الأمن المصري والسكّان المدنيين

رفضت مصر أي مقترحات تتعلق بتقليص وجودها أو سحب قواتها في هذا التوقيت معتبرة أن الحرب في غزة والتصعيد الإسرائيلي يمنعان العودة إلى الشروط القديمة

ربطت القاهرة أي تعديل محتمل على الترتيبات الأمنية بتحول جذري في طبيعة النزاع في غزة مؤكدة أن الأوضاع الحالية لا تسمح بأي خطوات عسكرية من شأنها إضعاف موقفها الأمني

استبعدت مصر بشكل قاطع تفكيك المنشآت العسكرية الجديدة أو التراجع عن نشر القوات معتبرة أن الوقائع على الأرض منذ أكثر من عقد قد فرضت واقعاً يصعب تغييره في ظل تصاعد التوترات