حوارات وتصريحات

هاشم الخليل لـ”أخبار الغد”: العيد في غزة عنوان للصمود وسط الدمار والحصار

صرّح الباحث الفلسطيني في الشؤون الاجتماعية، أ. هاشم الخليل، لموقع “أخبار الغد” أن عيد الفطر في قطاع غزة بات يحمل معانٍ مختلفة عن سائر بلاد العالم، فبدلًا من أن يكون مناسبة للفرح والاجتماع العائلي، بات مشهدًا من مشاهد الألم والدمار، وسط استمرار الحصار الخانق والحرب الشرسة التي تمارس فيها أبشع أشكال القتل دون احترام لحرمة المناسبة.

وأوضح الخليل أن أطفال غزة لا يحتفلون كغيرهم، بل يواجهون الموت وهم يرتدون ملابس العيد، مضيفًا أن المشاهد التي وثقتها العدسات لأشلاء أطفال ونساء تحت أنقاض منازلهم أبلغ تعبير عن حجم الفاجعة التي تمر بها المدينة في أول أيام العيد.

وأشار إلى أن العيد في غزة لم يعد كما كان، فقد اختفت زينة الشوارع وصمتت ضحكات الأطفال، بينما بقي الأمل عالقًا في تفاصيل صغيرة يحاول الفلسطينيون حياكتها بين الركام، متحدّين الحصار ونقص المياه والكهرباء والدواء والطعام.

ووصف المشهد قائلًا: “أطفال يبحثون عن بريق حياة وسط الدخان، لا يجدون من ملابس العيد سوى الأكفان، ولا من فرحة العيد سوى صبر ينتظر انفراجة.”

وبيّن الخليل أن مظاهر الحياة الطبيعية تلاشت تمامًا مع دخول العيد الثالث منذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية في 7 أكتوبر 2023، مشيرًا إلى أن عدد الشهداء ارتفع في أول أيام عيد الفطر إلى 20 شهيدًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، معظمهم في مدينة خان يونس التي كانت هدفًا رئيسيًا لغارات الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف أن سكان الضفة الغربية يواجهون كذلك معاناة من نوع آخر، فبالإضافة إلى التضييق والاستيطان والاعتقالات، يمر العيد هذا العام في مخيمات النزوح شمال الضفة بأجواء من الحزن والتكاتف، حيث ظهرت مبادرات مجتمعية لإيواء المتضررين وتقديم المساعدة.

وأشار إلى أن رغم كل ما يعانيه الفلسطينيون، فإنهم ما زالوا متمسكين بمظاهر العيد قدر استطاعتهم، يذهبون إلى المساجد المدمّرة أو مراكز الإيواء لأداء صلاة العيد، ويتبادلون ما تيسر من طعام وهدايا، لعلّهم يخففون وطأة الفقد والجراح.

ولفت الخليل إلى أن العيد لم يعد مجرد مناسبة دينية، بل تحوّل إلى مناسبة للصمود وتحدي الواقع الأليم.

مشيرًا إلى أن الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل ساهم في استمرار المجازر وتوسيع رقعة الدمار، مضيفًا: “العيد اليوم تذكير بأننا ما زلنا هنا، نعيش ونقاوم ونبني الأمل في قلوب أطفال لم يعرفوا من الحياة سوى الحرب.”

واختتم تصريحه قائلاً إن غزة، ورغم أنينها، تتطلع إلى يوم تستعيد فيه البسمة على وجوه الأطفال والشباب والشيوخ، يوم لا تكون فيه زينة العيد دماء ولا صوته دوي القصف، بل حياة كريمة ولو بأبسط أشكالها.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى