أخبار العالم

الجيش الصيني يطلق تدريبات عسكرية حول تايوان في ظل التوترات الدولية المتصاعدة

أعلن الجيش الصيني عن تنفيذ تدريبات عسكرية كبيرة حول تايوان في خطوة اعتبرتها بكين بمثابة “تحذير صارم” لجميع الأطراف المعنية.

بدأت هذه التدريبات بعد تصريحات وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث التي تعهد فيها بالتصدي لما وصفه بـ”العدوان الصيني” خلال أول زيارة له إلى آسيا.

أفاد بيان صادر عن قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي أن التدريبات تشمل محاصرة تايوان من اتجاهات متعددة، مركزة على دوريات الاستعداد القتالي البحري والجوي.

اختبرت هذه التدريبات قدرات الجيش الصيني على الهجوم على الأهداف البحرية والبرية والسيطرة على الممرات البحرية الرئيسية. أكدت بكين أن هذه المناورات جزء من جهودها لحماية سيادتها ووحدتها الوطنية ضد أي محاولات انفصالية في تايوان.

تترقب تايوان بحذر هذه التدريبات، إذ يُعتبر هذا التحرك العسكري من الصين بمثابة تذكير بالتهديدات المستمرة التي تواجهها من جارتها الكبرى.

أشارت العديد من التصريحات إلى أن تحركات الصين العسكرية تسلط الضوء على رغبتها في فرض سيطرتها على الجزيرة.

انتقد مسؤولون تايوانيون التدريبات، حيث وصف جوزيف وو، الأمين العام لمجلس الأمن القومي التايواني، هذه المناورات بأنها “غير مسؤولة” وتؤثر سلبًا على الاستقرار الإقليمي.

أضاف وو أن هذه الإجراءات تشكل تهديدًا مباشرًا للسلام في المنطقة، داعيًا الدول الديمقراطية إلى إدانة التحركات الصينية.

عززت وزارة الدفاع التايوانية من إجراءاتها الأمنية، حيث نشرت مقاطع فيديو توثق مراقبتها للأنشطة العسكرية الصينية، ومنها حاملة الطائرات “شاندونغ”. تظهر هذه المقاطع السفن الحربية الصينية التي تواصل استعراض قوتها في محيط الجزيرة.

تعهدت الحكومة الأمريكية بالوقوف إلى جانب تايوان، حيث أعلن وزير الدفاع الأمريكي هيغسيث أثناء زيارته إلى آسيا عن دعم بلاده للحد من عدوانية الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وصف هيغسيث اليابان بالشريك الاستراتيجي للولايات المتحدة في مواجهة هذا العدوان، مشددًا على أهمية مضيق تايوان في الاستراتيجية الأمريكية للردع العسكري.

أكدت السلطات التايوانية أن التدريبات الصينية قد تكون ردًا مباشرًا على زيارة هيغسيث، حيث ربط تحليل داخلي هذه التحركات بتصاعد التوترات السياسية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة.

أوضح التحليل أن بكين، في مواجهة الضغوط الدولية، قد اختارت استعراض قوتها عبر هذه التدريبات في محاولة منها لردع أي تحركات أمريكية قد تؤثر على موقفها من تايوان.

تستمر الصين في التأكيد على سيادتها على تايوان، مهددة باستخدام القوة العسكرية في حال رفضت الجزيرة العودة تحت سيطرتها.

في السنوات الأخيرة، كثف الجيش الصيني تدريباته بالقرب من تايوان، بما في ذلك محاكاة حصار الجزيرة، وهو ما يعتبره الخبراء جزءًا من استعدادات الصين لأي تصعيد عسكري محتمل.

تعتبر هذه المناورات العسكرية من بكين بمثابة رسالة واضحة إلى قادة تايوان، الذين تزايدت تحركاتهم نحو تعزيز سيادة الجزيرة، رغم التصريحات الصينية المتكررة بشأن “استقلال تايوان”.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى