زلزال مدمر في ميانمار يودي بحياة 1700 شخص ويزيد من معاناة البلاد

ضرب زلزال مدمر ميانمار بقوة 5.1 درجة على مقياس ريختر، واستهدفت الهزة منطقة تقع شرقي ماندالاي بعد ظهر يوم الأحد، وهو ما تسبب في إلحاق أضرار بالمنشآت والبنية التحتية، خاصة أن الزلزال وقع على عمق بسيط تحت سطح الأرض، مما زاد من قوته التدميرية.
تضررت ميانمار بشكل كبير جراء هذا الزلزال، حيث سبقه زلزال أكبر بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر قبل يومين فقط، في واحد من أقوى الزلازل التي ضربت البلاد منذ قرن. تزايد عدد الضحايا بشكل مأساوي مع استمرار الهزات الارتدادية التي هزت البلاد منذ يوم الجمعة.
تضررت المستشفيات في مدينتي ماندالاي وساغينغ، حيث تعاني في استيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحى، وتفاقمت الأزمة الإنسانية بسبب نقص الإمدادات الطبية والخدمات الأساسية.
أرسلت منظمة الصحة العالمية ثلاثة أطنان من الإمدادات إلى مستشفيات ماندالاي ونايبيداو في محاولة لتخفيف العبء على الفرق الطبية.
ساهمت الظروف الجغرافية لميانمار في زيادة خطر الزلازل، حيث تقع البلاد على “صدع ساغينغ”، وهو الفاصل بين صفيحتَي بورما وسوندا، مما يجعلها عرضة للنشاط الزلزالي المستمر.
ويخشون العلماء أن يزيد عدد الضحايا بسبب طبيعة الزلزال الضحل، الذي تسبب بأضرار واسعة النطاق على غرار الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في 2023.
واصلت السلطات العسكرية في ميانمار جهودها لإحصاء عدد الضحايا والخسائر، حيث ارتفعت حصيلة القتلى إلى أكثر من 1700 شخص، وبلغ عدد المصابين حوالي 3400 شخص، إضافة إلى فقدان 300 آخرين.
تشير التقديرات إلى أن الخسائر الاقتصادية قد تتجاوز الناتج السنوي للبلاد، حيث لا تزال فرق الإنقاذ تعمل على استخراج الناجين من تحت الأنقاض.
تقدمت ميانمار بطلب عاجل للحصول على مساعدات دولية، وسارعت دول الجوار بإرسال سفن حربية وطائرات محملة بالمساعدات الإنسانية وفرق الإنقاذ إلى البلاد.
أطلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر حملة لجمع التبرعات بقيمة 113.3 مليون دولار لتقديم الإغاثة لأكثر من 100 ألف شخص على مدى العامين المقبلين.
تسبب الزلزال في تدمير العديد من المنشآت الحيوية في ميانمار، بما في ذلك مطار وطرق رئيسية وجسور، ما عرقل بشكل كبير جهود الإغاثة، بينما تسبب في انهيار عدد من المواقع الأثرية وجامعة في ماندالاي.
وتزداد الأوضاع سوءًا بسبب الحرارة المرتفعة والرياح الموسمية التي تجتاح المنطقة، ما يعقد عمليات الإنقاذ ويزيد من معاناة الناجين.
أدى الزلزال أيضًا إلى تفاقم أوضاع ميانمار التي تعاني من الفوضى جراء الحرب الأهلية المستمرة منذ انقلاب عسكري في 2021، حيث تم تشريد أكثر من 3.5 مليون شخص، فيما يعاني الاقتصاد من الركود، وتضررت الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية.