
في قلب إسطنبول، حيث يلتقي الشرق بالغرب، اجتمعتُ مع السلطان أحمد علي دينار، سليل السلطان الشهيد علي دينار، الذي سجّل اسمه بأحرفٍ من نور في سجل التاريخ السوداني. كان اللقاء أكثر من مجرد مصافحة، بل كان حوارًا بين زمنين، حيث استحضرتُ من خلاله روح النضال التي جسّدها السلطان الشهيد علي دينار، الذي وقف صامدًا في وجه الاستعمار، مدافعًا عن استقلال دارفور وكرامة شعبها.
السلطان الشهيد علي دينار، الذي يُعدّ أحد رموز السيادة السودانية، لم يكن مجرد حاكمٍ، بل كان رمزًا للمقاومة. رفض الخنوع، واختار طريق الكرامة، مسطّرًا صفحاتٍ من المجد التي امتدّت من دارفور إلى كل ركنٍ من أركان السودان. وهذا الإرث هو ما يحمله السلطان أحمد على دينار، بإيمانٍ عميقٍ بأهمية الحفاظ على هذا الإرث والسعي نحو السلام العادل.
في حديثي مع السلطان وجدتُ فيه حرصًا كبيرًا على التواصل مع كل المكونات السودانية، بل ومكونات الجماعة الوطنية العربية، بمختلف توجهاتها. فهو يؤمن بأن الحكمة تكمن في الإصغاء لصوت الشعب، والسعي نحو حلولٍ تُحقّق العدالة والإنصاف، والانفتاح على كل ما يمكن أن يساهم في بناء مستقبلٍ أفضل للسودان.
العلاقة بين الشعبين المصري والسوداني ليست مجرد تاريخٍ مشترك، بل هي نسيجٌ من التفاعل الثقافي والاجتماعي الممتد عبر العصور. فالتواصل بين دارفور ومصر، باعتبارهما جزءًا لا يتجزأ من وادي النيل، يظل شاهدًا على عمق العلاقات التي تربط بين الشعبين، وتُشكّل أساسًا للتعاون المستقبلي.
السلطان أحمدعلي دينار، بحكمته ورؤيته الثاقبة، يُذكّرنا بأنّ السلام الحقيقي يبدأ من فهم التاريخ، واستيعاب دروسه، والعمل معًا من أجل مستقبلٍ أفضل لـالسودان.
دكتور أيمن نور
رئيس حزب غد الثورة الليبرالي والمرشح الرئاسي الأسبق ورئيس اتحاد القوى الوطنية المصرية