الشرطة الإسرائيلية تقمع مظاهرات في تل أبيب تطالب بإتمام صفقة تبادل الأسرى

قمعت الشرطة الإسرائيلية، مساء الخميس، مظاهرات حاشدة في مدينة تل أبيب خرجت للمطالبة بإتمام صفقة تبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وذلك وسط تصاعد الغضب الشعبي ضد حكومة بنيامين نتنياهو، المتهم بالتنصل من تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.
وبثت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية مقاطع فيديو تُظهر اعتداء قوات الشرطة على عدد من المتظاهرين بالضرب والدفع، خلال تفريق المظاهرات التي اجتاحت شوارع المدينة.
آلاف المتظاهرين يطالبون بإعادة الأسرى
ووفق الهيئة، فقد تظاهر الآلاف في أنحاء تل أبيب، مطالبين بإتمام صفقة تبادل شاملة مع حركة حماس والفصائل الفلسطينية، تضمن إطلاق سراح كافة المحتجزين الإسرائيليين في غزة، والبالغ عددهم وفق تقديرات رسمية 59 أسيرًا، بينهم 24 على قيد الحياة.
ورفع المتظاهرون شعارات تُحمّل الحكومة المسؤولية عن فشل التوصل إلى اتفاق شامل للإفراج عن الأسرى، متهمين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه يُضحي بالأسرى لأغراض سياسية، استجابة لضغوط المتطرفين في حكومته.
إسرائيل تتنصل من المرحلة الثانية للاتفاق
وكانت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى قد دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية وقطرية ودعم أمريكي، واستمرت 58 يومًا قبل أن تتنصل إسرائيل من استكمال المرحلة الثانية، التي تشمل وقفًا شاملاً لإطلاق النار وانسحابًا تدريجيًا من غزة، مقابل إفراج متبادل عن مزيد من الأسرى.
ووفق تقارير إعلامية عبرية، فإن نتنياهو رفض المضي قدمًا في تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، على الرغم من التزام حركة حماس الكامل بالمرحلة الأولى، وهو ما اعتبره مراقبون خضوعًا لضغوط اليمين المتطرف داخل ائتلافه الحاكم.
واقع الأسرى الفلسطينيين: تعذيب وإهمال طبي
في المقابل، يقبع في السجون الإسرائيلية أكثر من 9500 أسير فلسطيني، بينهم نساء وأطفال ومرضى، ويعانون من ظروف احتجاز قاسية تشمل التعذيب الجسدي والنفسي، التجويع، والإهمال الطبي المتعمد، ما أدى إلى وفاة عدد من الأسرى، بحسب تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.
استئناف حرب الإبادة الجماعية على غزة
وفي 18 مارس/ آذار الجاري، استأنفت إسرائيل حربها على قطاع غزة بعد أن تنصلت من اتفاق التهدئة، حيث شنت موجة جديدة من الغارات العنيفة أسفرت حتى الآن عن مقتل وإصابة أكثر من 164 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن أكثر من 14 ألف مفقود، وسط أوضاع إنسانية كارثية وانهيار تام للمنظومة الصحية في القطاع.
وتواجه إسرائيل اتهامات دولية متزايدة بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، في حين تتصاعد الضغوط الشعبية داخلها للمطالبة بـ”وقف المذبحة” وإعادة الأسرى من غزة، وسط انقسام سياسي عميق واحتجاجات متصاعدة ضد حكومة نتنياهو.