وفد أمني مصري يتوجه إلى الدوحة لاستئناف مباحثات تبادل الأسرى وخفض التصعيد في غزة

أفاد إعلام مصري، مساء الخميس، بأن وفدًا أمنيًا مصريًا رفيع المستوى توجّه إلى العاصمة القطرية الدوحة، في إطار التحركات المستمرة لاستئناف المفاوضات بشأن تبادل الأسرى والرهائن، والسعي نحو مرحلة انتقالية تهدف إلى خفض التصعيد العسكري في قطاع غزة.
تأتي الزيارة وسط جهود مكثفة تبذلها مصر وقطر لاحتواء انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي انهار فعليًا عقب استئناف إسرائيل حربها على القطاع في 18 مارس/آذار الماضي.
تحركات مصرية لتثبيت الهدنة
وتأتي زيارة الوفد الأمني بعد يوم من تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أكد أن مصر تسعى بشكل حثيث لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة، والمضي قدمًا في تنفيذ بقية مراحله، داعيًا الشركاء والأصدقاء إلى حشد الجهود الدولية لوقف نزيف الدم الفلسطيني، وإعادة الاستقرار للمنطقة.
تصعيد دموي جديد منذ 18 مارس
منذ استئنافها لعدوانها العسكري، شنت إسرائيل موجة جديدة من الغارات على مناطق متفرقة في غزة، ما أدى حتى صباح الخميس إلى استشهاد 855 فلسطينيًا وإصابة 1869 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع.
في السياق ذاته، أكدت الأمم المتحدة أن نحو 124 ألف فلسطيني نزحوا مجددًا جراء تجدد الهجمات الإسرائيلية، خاصة بعد صدور أوامر إخلاء جديدة من الجيش الإسرائيلي في المناطق الشمالية والوسطى من القطاع.
انهيار المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة
الاتفاق الذي تم التوصل إليه في وقت سابق بوساطة قطر ومصر، كان ينص على تنفيذ مرحلتين، بدأت الأولى في يناير الماضي واستمرت حتى مطلع مارس، لكن إسرائيل امتنعت عن بدء المرحلة الثانية، التي تشمل وقفًا طويلًا لإطلاق النار وانسحابًا تدريجيًا من قطاع غزة مقابل إطلاق مزيد من الأسرى الإسرائيليين.
ورغم التزام حركة حماس ببنود المرحلة الأولى، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو – المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية – رفض تنفيذ الشق الثاني من الاتفاق، وذلك استجابة لضغوط اليمين المتطرف داخل حكومته، ما أدى إلى انهيار التفاهمات وإعادة إشعال الحرب.
إبادة جماعية مستمرة بدعم أمريكي
منذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي مطلق، إبادة جماعية ممنهجة ضد سكان قطاع غزة، خلّفت حتى الآن أكثر من 164 ألف قتيل وجريح، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود تحت الأنقاض، في ظل حصار خانق وانهيار كامل للبنية التحتية والخدمات الصحية.
وتواجه إسرائيل اتهامات متصاعدة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية لاستئناف المفاوضات وضمان حماية المدنيين ووقف العدوان المتواصل.