محافظة البحر الأحمر: موقع استراتيجي ووجهة سياحية وثروات معدنية

تعد محافظة البحر الأحمر من أهم المحافظات المصرية الحدودية، حيث تتميز بموقعها الاستراتيجي الممتد على طول ساحل البحر الأحمر. تضم المحافظة مجموعة من المدن التاريخية والمواقع السياحية المدهشة، بالإضافة إلى ثرواتها المعدنية الغنية، ما يجعلها وجهة مثالية للتنمية والاستثمار في مصر.
تتمتع محافظة البحر الأحمر بأهمية استراتيجية ومكانة فريدة بين محافظات مصر الحدودية، حيث تمتد سواحلها على طول 1080 كم من خليج السويس شمالاً إلى حدود السودان جنوباً.
تحتل المحافظة مكانة خاصة نظراً لكونها منفذًا حيويًا للتجارة الدولية، وسياحة الغوص، بالإضافة إلى مساهمتها الكبيرة في الثروة المعدنية.
يُسلط موقع “أخبار الغد” الضوء على مختلف الجوانب المميزة للمحافظة، بدءًا من الثروات الطبيعية مرورًا بالمواقع السياحية الشهيرة وصولاً إلى أهميتها الاستراتيجية.
الثروات المعدنية
تنتج محافظة البحر الأحمر نسبة كبيرة من البترول والغاز الطبيعي في مصر، حيث تصل إلى حوالي 75% من الإنتاج الوطني.
تزخر المحافظة بثروات معدنية غنية تشمل الذهب، الفوسفات، التنجستن، الكروم، والفضة، مما يجعلها إحدى أهم مناطق مصر التعدينية.
تبرز هذه الثروات في مواقع متعددة من بينها منجم الفوسفات في منطقة القصير ومنجم الذهب في وادي الفواخير.
المدن الرئيسية والتقسيم الإداري
تضم المحافظة مجموعة من المدن الهامة، مثل الغردقة عاصمة المحافظة، ومدينة رأس غارب، وسفاجا، والقصير، ومرسى علم التي تحتوي على قرية برنيس التاريخية.
بالإضافة إلى ذلك، توجد مدينتا شلاتين وحلايب، اللتان تمثلان أقصى جنوب الحدود المصرية، حيث أُعلن عن حلايب مدينة رسمياً في فبراير 2014.
تلعب هذه المدن دورًا استراتيجيًا في أمن مصر القومي، وتُعتبر بوابة حيوية للصادرات والواردات من وإلى محافظات الوجه القبلي.
المواقع السياحية والتاريخية
ساهمت محافظة البحر الأحمر في تطوير السياحة المصرية بفضل طبيعتها الخلابة، وخاصة مدينة القصير التي كانت تستخدم في عهد الملكة حتشبسوت للتنقيب عن الذهب.
تحتوي القصير على آثار تاريخية تعود للعصر الفرعوني، القبطي، الإسلامي والروماني، وتعتبر مركزاً رئيسياً للسياحة البيئية والترفيهية.
«دير الأنبا أنطونيوس» هو أحد أقدم الأديرة في العالم، ويقع في سفح جبل الجلالة بصحراء البحر الأحمر. يمثل الدير جزءاً من التراث القبطي المصري ويستقطب الزوار لما يحتويه من كنائس قديمة وأيقونات نادرة، كما يرمز الراهب أنطونيوس إلى الأب الروحي لحركة الرهبنة في مصر والعالم.
«دير الأنبا بولا» تم تشييده في القرن السادس الميلادي ويعتبر من الأديرة الهامة التي ارتبطت بالراهب بولا أول السواح، وهو المكان الذي عاش فيه الأنبا بولا في عزلة تامة عن العالم.
محمية صمداي ومدينة مونس كلوديانوس
تُعتبر محمية صمداي بمرسى علم واحدة من أكبر محميات الدلافين في العالم، حيث تضم أكثر من 5000 دولفين، وتشهد المحمية إقبالاً سياحياً نظراً لجمال شعابها المرجانية ودلافينها الوديعة.
أما «مدينة مونس كلوديانوس» فهي مدينة رومانية قديمة تحتوي على بقايا جدران وأعمدة من العصر الروماني، بالإضافة إلى الرخام الأحمر الذي استخدمه الفراعنة والرومان في تشييد معالمهم.
الموقع الجغرافي والمساحة
تتربع محافظة البحر الأحمر على مساحة تقدر بـ119 ألف كيلومتر مربع، ما يعادل تقريبًا ثُمن مساحة مصر، وتُعد من أكبر المحافظات المصرية مساحة.
تقع على طول الساحل الشرقي للبحر الأحمر، وتحدها من الشمال محافظة السويس والجيزة، ومن الجنوب دولة السودان، بينما تحيط بها محافظات بني سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا وأسوان من الغرب.
عدد السكان والشعار
يبلغ عدد سكان المحافظة حوالي 396.040 نسمة بحسب إحصائية الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء بتاريخ 29 مايو 2022.
يتخذ شعار المحافظة شكل حورية البحر، مما يعكس ارتباط المحافظة بالبحر الأحمر، ويُرمز اللون الأزرق في الشعار إلى مياه البحر الغنية بالثروات.

العيد القومي
تحتفل المحافظة بعيدها القومي في 22 يناير من كل عام، وهو ذكرى معركة شدوان التي وقعت في 22 يناير 1970.
شهدت هذه المعركة ملحمة وطنية شارك فيها أبناء المحافظة جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة المصرية ضد العدوان الإسرائيلي على جزيرة شدوان خلال حرب الاستنزاف.
تميزت المعركة بروح التضامن بين المدنيين والقوات المسلحة، حيث قدم السكان المحليون كل الدعم والمساعدات اللوجستية اللازمة.
المحافظ الحالي
يشغل اللواء عمرو محمد حنفي منصب محافظ البحر الأحمر، ويعمل على تعزيز الاستفادة من موارد المحافظة وتحسين البنية التحتية، مع التركيز على جذب الاستثمارات السياحية والتعدينية لضمان استمرار التنمية المستدامة في المنطقة.
تعتبر محافظة البحر الأحمر أحد أبرز الوجهات السياحية والتعدينية في مصر، وتجمع بين الطبيعة الخلابة والثروات الطبيعية، مما يجعلها محوراً حيوياً للتنمية والازدهار.
تمثل محافظة البحر الأحمر نقطة التقاء بين التاريخ العريق والطبيعة الساحرة، حيث تجتمع فيها المعالم الأثرية مع جمال الشواطئ الخلابة.
بفضل مواردها الغنية وموقعها الجغرافي المميز، تستمر المحافظة في لعب دور محوري في الاقتصاد والسياحة المصرية، مما يجعلها جوهرة تستحق المزيد من الاستثمارات والاهتمام.