وحدة أبحاث الطاقة تكشف عن تصدّر مصر لاحتياطيات الثوريوم عالميًا

كشفت دراسة حديثة عن تصدّر مصر لقائمة الدول التي تمتلك أكبر احتياطيات من معدن الثوريوم على مستوى العالم، حيث أظهرت البيانات أن مصر تحتفظ بحوالي 380 ألف طن من هذا المعدن الاستراتيجي وفقا لتقرير صادر عن وحدة أبحاث الطاقة ومقرها واشنطن.
تفوقت مصر بذلك على دول مثل تركيا التي تملك 374 ألف طن، وفنزويلا التي تحتفظ بـ 300 ألف طن، مما يضعها في صدارة الدول التي تحتفظ بهذه الثروة الطبيعية.
أشارت الدراسة إلى أن اكتشاف هذه الكميات الكبيرة من الثوريوم يأتي في وقت يتزايد فيه الاهتمام العالمي بالبحث عن بدائل للطاقة النووية التقليدية.
يتميز الثوريوم بخصائص عديدة تجعله بديلاً مستقبلياً لليورانيوم، خصوصاً أنه أكثر وفرة في الطبيعة بثلاثة أضعاف من اليورانيوم، ويقلل من المخلفات الإشعاعية الناتجة عن العمليات النووية، مما يجعله خياراً أكثر أماناً وفعالية في المجال النووي.
أوضحت الدراسة أن الثوريوم اكتُشف لأول مرة في عام 1828 على يد الكيميائي السويدي يونس ياكوب بيرسيليوس، وأصبح منذ ذلك الحين محط اهتمام العلماء والصناعيين لما له من إمكانيات كبيرة في قطاع الطاقة.
يتمتع الثوريوم-232، وهو النظير الطبيعي الوحيد لهذا المعدن، بخصائص فريدة تجعل منه الخيار الأفضل في تطوير المفاعلات النووية الحديثة، ويتميز بقدرته على التحلل إلى نظائر أخرى مثل الثوريوم-228، الثوريوم-230، والثوريوم-234، حيث ينتهي تحلله في نهاية المطاف إلى رصاص-208.
تصدرت مصر هذه القائمة بينما تضمّنت قائمة الدول الأخرى ذات الاحتياطيات الكبيرة من الثوريوم دولًا مثل كندا التي تمتلك 172 ألف طن، روسيا بـ 155 ألف طن، جنوب أفريقيا بـ 148 ألف طن، والصين بـ 100 ألف طن.
كما توزعت الكميات المتبقية على دول مثل النرويج وغرينلاند وفنلندا والسويد وكازاخستان، بالإضافة إلى دول أخرى حول العالم التي تمتلك مجموعات أقل من هذا المعدن الاستراتيجي.
شهد العالم في السنوات الأخيرة اهتماماً متزايداً بتطوير مفاعلات الجيل الرابع، التي تعتمد على استخدام الثوريوم كوقود نووي، وهو ما يعزز من فرص استغلال هذه الموارد في المستقبل.
تسعى هذه المفاعلات إلى تحسين كفاءة استهلاك الوقود النووي وتوفير مستويات أعلى من الأمان، مما يجعل الثوريوم خياراً مستقبلياً واعداً للطاقة النووية.
تمتلك مصر حوالي 7% من مخزون العالم من هذا المعدن، حيث توجد كميات كبيرة من الثوريوم في الرمال السوداء المنتشرة في مدينتي رشيد ودمياط.
وتحتوي هذه الرمال على كميات هائلة من “الثوريا”، المادة الخام التي تصلح للاستخدام في المفاعلات النووية، مما يفتح الباب أمام مصر للاستفادة الاقتصادية من هذا المعدن المهم في المستقبل القريب، ويعزز دورها في الصناعة النووية على مستوى العالم.
يرى الخبراء أن هذه الاحتياطيات من الثوريوم تُعد كنزاً استراتيجياً لمصر وللعالم العربي بشكل عام، إذ يمكن أن تلعب دوراً محورياً في التحول نحو الطاقة النظيفة والمتجددة.