إسرائيل تخطط لهجوم بري على غزة واستهداف النظام الصحي

تخطط إسرائيل لشن هجوم بري واسع النطاق على قطاع غزة يتضمن إرسال عشرات الآلاف من الجنود للاحتلال والسيطرة على مناطق كبيرة من القطاع.
وتدرس الحكومة الإسرائيلية سيناريوهات مختلفة لهذا الهجوم، في ظل تصاعد الضغوط العسكرية على غزة بهدف إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دون إنهاء العمليات العسكرية الحالية.
يستمر الجيش الإسرائيلي في تكثيف هجماته الجوية والبرية على القطاع، فيما يواصل الاحتلال إعداد خطط تتعلق بتنفيذ عملية عسكرية شاملة بقيادة رئيس الأركان الجديد، الذي يعمل منذ أسابيع على تفاصيل هذه الخطة.
تبذل قطر ومصر جهوداً دبلوماسية مكثفة لإحياء اتفاق وقف إطلاق النار، بينما تسعى إسرائيل إلى استخدام هذه التسريبات حول الهجوم البري كوسيلة للضغط على حركة حماس خلال المفاوضات.
وتوضح إسرائيل استعدادها لوقف الهجمات إذا وافقت حماس على إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، إلا أن استعداداتها العسكرية تبقى مستمرة بانتظار اتخاذ القرار النهائي بشأن العملية.
تهدف الخطة الإسرائيلية إلى السيطرة على القطاع بشكل فعلي وإعادة احتلاله، في ظل دعم من الإدارة الأمريكية التي ترى في هزيمة حركة حماس هدفاً استراتيجياً.
تسعى إسرائيل لفرض واقع جديد على سكان غزة من خلال إجبارهم على التركيز في مناطق إنسانية ضيقة على طول ساحل البحر المتوسط، ما يعني نزوح وتهجير أعداد كبيرة من السكان الفلسطينيين.
وأكد مسؤولون إسرائيليون أن الخطة تمثل توجهاً جديداً في الحرب ضد حماس، إلا أن تنفيذها يتطلب حشد أربع فرق قتالية على الأقل.
تستمر المناقشات داخل إسرائيل حول هذه الخطط، فيما لم يتم إقرارها بشكل نهائي من قبل المجلس الوزاري الإسرائيلي.
ويشير المسؤولون العسكريون إلى أن هدف الخطة يتمثل في تدمير حماس ككيان عسكري وسياسي في غزة مرة واحدة وإلى الأبد، وهو ما يشكل تحدياً كبيراً نظراً لاستنزاف القوات الإسرائيلية وحاجتها إلى تحقيق تلك الأهداف خلال أشهر محدودة.
في سياق آخر، يستمر الهجوم الإسرائيلي في استهداف المؤسسات الصحية في قطاع غزة، حيث تسبب القصف الأخير على مستشفى ناصر في خان يونس جنوب القطاع في تدمير أجزاء كبيرة من قسم الجراحة واستشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين.
أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن هذا الهجوم فاقم من الأزمة الصحية في غزة، حيث دُمّر 35 سريراً مخصصاً للمرضى، ما أدى إلى زيادة الضغط على نظام الرعاية الصحية المتهالك بالفعل.
يؤكد المدير العام للمنظمة على أهمية حماية المؤسسات الصحية من الاستهداف العسكري ويشدد على ضرورة عدم استخدامها كأهداف في النزاعات.
ومع تصاعد العنف في القطاع، تتزايد الضغوط على النظام الصحي في غزة الذي يعاني من نقص في الموارد والإمكانات، ويطالب المجتمع الدولي بالإفراج عن جميع المحتجزين وضرورة استئناف جهود وقف إطلاق النار.
تستمر الهجمات الإسرائيلية على القطاع في إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية والمرافق الحيوية، فيما تواصل الجهات الدولية جهودها لحماية المدنيين وضمان تلبية احتياجاتهم الأساسية في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية