مصر

مسؤولون أمريكيون صُدموا من استخدام تطبيق مراسلة لمناقشة خطط عسكرية سرية

كشف تقرير صحفي نشرته مجلة “ذا أتلانتيك” عن دهشة واستياء مسؤولين أمريكيين سابقين في الأمن القومي بعد تسريب معلومات حساسة تتعلق بخطط عسكرية سرية حول الضربات الأمريكية على جماعة الحوثي في اليمن، حيث أُرسلت تلك المعلومات عبر تطبيق المراسلة المشفر “سيجنال”.

أثار هذا الخطأ صدمة في الأوساط الأمنية، خاصةً بعدما تم إضافة صحفي إلى المحادثة الجماعية بالخطأ.

أقرت إدارة ترامب بأن الرسائل التي تم تبادلها على تطبيق “سيجنال” تبدو أصلية، لكنها لم تقدم أي تبرير حول سبب مناقشة معلومات عسكرية حساسة خارج الأنظمة الحكومية السرية المعتادة.

تضمنت المحادثة كبار المسؤولين الأمريكيين، من بينهم نائب الرئيس جيه دي فانس ووزير الدفاع بيت هيغسيث ووزير الخارجية ماركو روبيو، ما جعل الأمر أكثر خطورة في نظر الخبراء الأمنيين.

ناقش المسؤولون خلال تلك المحادثة مواعيد الضربات العسكرية وآلية تنفيذها، بينما تابع الصحفي الذي أُضيف بالخطأ هذه المحادثات دون تدخل.

هنأ المسؤولون أنفسهم على نجاح العملية بعد انتهائها، وذلك قبل أن يلاحظوا وجود الصحفي بينهم. تسبب هذا الخطأ في استياء واسع النطاق، إذ عبّر مسؤول سابق في الأمن القومي عن صدمته البالغة.

حذر العديد من المسؤولين السابقين من أن استخدام تطبيق “سيجنال” لمناقشة تفاصيل عسكرية حساسة يُعد سابقة خطيرة تهدد الأمن القومي، خاصة أن هذه المعلومات قد تؤثر بشكل مباشر على حياة العسكريين الأمريكيين.

ورغم أن تطبيق “سيجنال” يُعتبر من التطبيقات الآمنة بفضل شفرته المفتوحة التي تتيح فحصه من قبل خبراء مستقلين، إلا أن الحادثة الأخيرة أثبتت أن الأخطاء البشرية قد تترك المجال لاختراقات أمنية خطيرة.

أكد التقرير أن كبار المسؤولين في المحادثة كان لديهم القدرة على الوصول إلى أنظمة الاتصالات السرية المعتادة، مما زاد من حدة التساؤلات حول السبب الحقيقي لاستخدامهم تطبيقًا غير حكومي مثل “سيجنال”.

يتمتع المسؤولون بإمكانية الوصول إلى أنظمة الاتصالات الآمنة مثل نظام بروتوكول الإنترنت السري (SIPR) ونظام الاتصالات الاستخباراتية العالمية المشترك (JWICS).

انتقد مسؤولون استخباراتيون سابقون هذه الحادثة، مؤكدين أن نقل المعلومات السرية بهذه الطريقة يُعدّ انتهاكًا واضحًا للإجراءات المتبعة لحماية الأمن القومي.

وقالوا إن مثل هذه الأخطاء كان يجب أن تؤدي إلى فتح تحقيق من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل، لكن يُعتقد أن مشاركة كبار المسؤولين قد منعت بدء أي تحقيق رسمي.

أشار التقرير إلى أن مسؤولين في إدارة ترامب أرسلوا خلال المحادثة تفاصيل حساسة حول العمليات العسكرية القادمة على الحوثيين في اليمن،

بما في ذلك الأهداف والأسلحة المستخدمة، مما أثار مخاوف كبيرة حول إمكانية إساءة استخدام هذه المعلومات. وأعرب بعض المسؤولين عن قلقهم من تأثير هذه التسريبات على الأمن القومي الأمريكي.

أنكر الرئيس السابق دونالد ترامب معرفته بتفاصيل هذه المحادثات عندما سُئل عنها، واعتبر المجلة التي نشرت التقرير غير جديرة بالثقة.

وأكد أنه لم يكن على علم بهذه التفاصيل قبل أن تُكشف في التقرير الصحفي، وأنه لا يعتقد أن هناك أي مشكلة تتعلق بهذه الضربات العسكرية.

انتقد مسؤولون في الكونغرس استخدام منصات غير حكومية لتبادل معلومات حساسة، وطالبوا بمحاسبة المسؤولين المتورطين في تسريب هذه المعلومات.

أعربوا عن مخاوفهم من أن استخدام “سيجنال” قد يعرض الأمن القومي الأمريكي للخطر ويهدد سلامة الجنود.

واصلت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) التحقيق في الحادثة، مشيرة إلى أن استخدام تطبيقات المراسلة المشفرة مثل “سيجنال” في مناقشة معلومات غير علنية يتعارض مع القوانين واللوائح المعمول بها. وأكد مسؤولون أن الإجراءات المعمول بها تمنع نقل أي معلومات سرية عبر أنظمة غير حكومية.

اختتم التقرير بالإشارة إلى أنه لو كان هذا الخطأ قد ارتكبه مسؤولون من مستويات أدنى، لكانوا قد فقدوا تصاريحهم الأمنية وتعرضوا لعقوبات قاسية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى