تراجع كبير في إنتاج الغاز والنفط المصري وتحوله إلى استيراد الطاقة

شهدت مصر في الفترة الأخيرة تراجعاً حاداً في إنتاج الغاز الطبيعي، بعد توقفها عن تصديره منذ نحو عامين.
أظهرت التقارير أن الإنتاج انخفض بنسبة 20% في يناير الماضي، مسجلاً أدنى مستوى له منذ 9 سنوات، مما يثير تساؤلات حول مستقبل القطاع.
انخفض إنتاج الغاز الطبيعي في مصر بشكل ملحوظ في يناير الماضي ليصل إلى 4.3 مليارات قدم مكعبة يومياً، وهو أدنى مستوى شهري منذ ديسمبر 2016.
وأظهرت بيانات حديثة عدم وجود مؤشرات على تباطؤ في وتيرة هذا التراجع، مما يشير إلى تحديات تواجه قطاع الطاقة المصري.
تراجع إنتاج الغاز من منطقة غرب الدلتا بنسبة 3% شهرياً في يناير، ليصل إلى 3.1 مليارات قدم مكعبة يومياً، فيما استقر إنتاج الصحراء الغربية عند 763 مليون قدم مكعبة يومياً، وهو أدنى مستوى له منذ عقود.
كما شهدت دلتا النيل البرية انخفاضاً إلى أدنى مستوى لها منذ منتصف 2014، حيث بلغ الإنتاج 332 مليون قدم مكعبة يومياً، مما يبرز عمق الأزمة في هذا القطاع الحيوي.
تأثرت شركات الطاقة العاملة في مصر بشكل كبير بهذا التراجع، حيث انخفض إنتاج شركة دانة غاز الإماراتية إلى النصف، ليصل إلى 80 مليون قدم مكعبة يومياً خلال السنوات السبع الماضية.
ومع ذلك، استأنفت الشركة أعمال التنقيب مؤخراً بعد حصولها على جزء من مستحقاتها لدى الهيئة العامة للبترول.
وفيما يخص قطاع النفط، انخفض الإنتاج إلى 523 ألف برميل يومياً في يناير، وهو أدنى مستوى منذ أكثر من 40 عاماً.
وتركز نصف إنتاج النفط المصري في حقول الصحراء الغربية التي شهدت تراجعاً بنسبة 2% لتصل إلى 274 ألف برميل يومياً.
تُظهر أرقام الإنتاج الأخيرة استمرار التراجع في قطاع الطاقة خلال العامين الماضيين، ما يهدد استدامة الإنتاج في المستقبل.
شهدت بداية عام 2025 استمراراً للتراجع، حيث سجلت البلاد انخفاضاً في إنتاج الغاز الطبيعي والنفط. وفقاً لأرقام منصة الطاقة ميس (MEES)، تراجع إنتاج الغاز بنسبة 16% في عام 2024 ليصل إلى 4.77 مليارات قدم مكعبة يومياً.
كما انخفض إنتاج النفط الخام إلى 476 ألف برميل يومياً، وهو أدنى مستوى منذ السبعينيات، في حين انخفض إنتاج المكثفات بنسبة 18% ليصل إلى 71 ألفاً و500 برميل يومياً.
بدأت شركة “بي.بي” البريطانية مؤخراً المرحلة الثانية من مشروع تنمية آبار ريفن للغاز في مصر، وذلك لربط آبار بحرية إضافية بمحطة ريفن البرية، في محاولة لتعزيز الإنتاج المحلي المتدهور.
كانت مصر تأمل أن تصبح مصدراً رئيسياً للغاز الطبيعي بعد اكتشاف حقل ظهر في عام 2015، ولكن منذ عام 2021 شهدت البلاد تراجعاً كبيراً في الإنتاج، ما أدى إلى تحولها من دولة مصدرة إلى مستوردة للغاز.
زادت أزمة الطاقة من معاناة البلاد، حيث يعتمد معظم استهلاك الكهرباء على الغاز، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر خاصة في الصيف الماضي.