العالم العربي

الولايات المتحدة تكثف غاراتها الجوية والحوثيون يردون بحملة اعتقالات واسعة في اليمن

تواصل الولايات المتحدة شن هجمات جوية مكثفة على الحوثيين منذ الخامس عشر من مارس الجاري، مستهدفة مواقع متعددة يسيطرون عليها في مناطق مختلفة.

تأتي هذه الضربات ضمن حملة عسكرية تهدف إلى تقويض نفوذ الحوثيين في اليمن وعرقلة نشاطاتهم المسلحة في المنطقة.

بدأ الحوثيون مساء الاثنين تنفيذ حملة اعتقالات واسعة في العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة. وتركزت الاعتقالات على مواطنين يشتبه الحوثيون في تحركاتهم وولائهم، مما أدى إلى مداهمة عشرات المنازل واعتقال عدد من الأشخاص الذين يتهمونهم بالتخابر مع جهات خارجية.

قام الحوثيون بتكثيف حملات التفتيش والمداهمات في المناطق التي تعرضت لقصف جوي أميركي، وادعوا أن الأفراد المستهدفين بالتوقيف متورطون في عمليات تواصل مع الخارج، ما يزيد من الشكوك حول أنشطة هؤلاء الأشخاص. ومع تزايد الضغوط الأميركية على مواقعهم، يتزايد القلق بين السكان المحليين الذين يعيشون في تلك المناطق.

شهدت محافظة صعدة حالة من التشديد الأمني منذ بدء الحملة الجوية الأميركية. وتحولت المحافظة إلى منطقة عسكرية مغلقة يمنع الحوثيون فيها دخول أي مواطن ينتمي إلى محافظات أخرى.

فرض الحوثيون أيضاً رقابة صارمة على حركة السكان المحليين واتصالاتهم، لمنعهم من الاقتراب من المواقع التي تعرضت للقصف، مما يعكس تخوفهم من التعاون المحتمل مع القوات الأميركية أو نقل المعلومات للخارج.

تستمر الحملة الجوية الأميركية في الضغط على الحوثيين بشكل مكثف، خصوصاً بعد أن أعلن الحوثيون عن إطلاق صواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية أربع مرات منذ استئناف إسرائيل قصف قطاع غزة في الأيام الأخيرة.

ورغم وقف الحوثيين لهجماتهم على إسرائيل منذ بدء الهدنة في غزة في يناير الماضي، إلا أنهم استأنفوا استهدافهم لمواقع إسرائيلية مع تجدد التصعيد في القطاع.

تعد هذه التطورات جزءاً من تصاعد التوترات الإقليمية، حيث يسعى الحوثيون لتعزيز سيطرتهم الداخلية في اليمن بالتوازي مع استمرارهم في استهداف دول أخرى في المنطقة.

تتزايد الشكوك حول ما إذا كانت هذه الاعتقالات والمداهمات تهدف فقط إلى تعزيز السيطرة الأمنية في المناطق التي يسيطرون عليها، أم أنها تأتي استجابة للضغوط الخارجية المتزايدة والتصعيد العسكري الذي تشهده البلاد.

في ظل هذه الأوضاع، يعيش السكان في صنعاء وصعدة تحت وطأة الخوف من الاعتقالات والضغوط الأمنية التي يفرضها الحوثيون. ومع استمرار الغارات الجوية الأميركية، يتوقع أن يزداد التوتر الداخلي في اليمن، وسط تصعيد عسكري لم تعرف نهايته بعد.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى