يعقد الكونجرس الأمريكي، على مدى يومين، جلستي استماع لمسؤولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتورطين في فضيحة تسريبات الخطط العسكرية بشأن الضربات الأمريكية لليمن عبر محادثة تطبيق “سيجنال”، وفق ما أورد موقع “أكسيوس” الأمريكي.

وكشف رئيس تحرير مجلة “ذا أتلانتيك” الأمريكية، جيفري جولدبرج، أنه تلقى مسبقًا عبر تطبيق “سيجنال” خطة تفصيلية للغارات الأمريكية في 15 مارس ضد الحوثيين.

ونشرت “ذا أتلانتيك” مقالة بقلم رئيس التحرير جيفري جولدبرج، جاء فيها: “قادة الأمن القومي الأمريكي ضمّوني إلى محادثة جماعية حول الضربات العسكرية المقبلة في اليمن، لم أكن أعتقد أن ذلك قد يكون حقيقيًا. ثم بدأت القنابل بالتساقط”.

وأضاف أن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث أرسل معلومات على مجموعة المراسلة عن الضربات، بما في ذلك “الأهداف والأسلحة التي ستنشرها الولايات المتحدة وتسلسل الهجمات”.

وتابع: “وفقًا لرسالة هيجسيث الطويلة، سيتم الشعور بأولى الانفجارات في اليمن بعد ساعتين، الساعة 1:45 مساءً بالتوقيت الشرقي”، وهو جدول زمني تأكد على أرض الواقع في اليمن.

وقال جولدبرج إنه تمت إضافته إلى الدردشة الجماعية قبل يومين من الضربات، وتلقى رسائل من مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى يقومون بتعيين ممثلين للعمل على هذه القضية.

وأوضح أن إجمالي 18 شخصًا أُضيفوا إلى مجموعة المراسلة، من بينهم على حد قوله وزير الخارجية ماركو روبيو، ونائب الرئيس جيمس ديفيد فانس، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) جون راتكليف، ومستشار الأمن القومي مايك والتز.

وقال السيناتور تيم شيهي (جمهوري من مونتانا)، وهو عضو سابق في قوات النخبة البحرية الأمريكية، للصحفيين: “حسنًا، لقد أخطأ شخص ما”.

وحسب “أكسيوس”، تجري لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي أول تحقيق مع تولسي جابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، وجون راتكليف، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، في وقت لاحق اليوم.

وتجري لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، غدًا الأربعاء، التحقيق مع نفس الفريق، وقد تعهد جيم هايمز، النائب الديمقراطي البارز عن ولاية كونيتيكت، باستجوابهم بشأن تسريبات “سيجنال”.

ومن المتوقع أن يركز الديمقراطيون بشدة على مقالة مجلة “ذا أتلانتيك” في الجلستين، بحسب مصادر مطلعة على الخطط.

وقال زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وهو ديمقراطي من نيويورك: “هذا أحد أكثر الخروقات المذهلة للمخابرات العسكرية التي قرأت عنها منذ وقت طويل للغاية”.

ووصف زعيم الأقلية في مجلس النواب الأمريكي حكيم جيفريز، وهو ديمقراطي من نيويورك، وزير الدفاع بيت هيجسيث بأنه “الشخص الأقل تأهيلًا على الإطلاق لقيادة البنتاجون في التاريخ الأمريكي”.

وكان هيجسيث موجودًا في مجموعة الدردشة على تطبيق “سيجنال”، وشارك تفاصيل سرية مُحتملة عن خطة الهجوم على اليمن، بما في ذلك الأهداف والتوقيت، قبل ساعتين من الموعد المحدد.

ونفى هيجسيث قيامه بمشاركة خطة الهجوم على اليمن في مجموعة الدردشة على تطبيق “سيجنال”، وقال للصحفيين: “لم يرسل أحد خطط حرب، وهذا كل ما لدي لأقوله”. ووصف جولدبرج بأنه “مشوه للغاية” من بين إهانات أخرى.

ودافع رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، وهو جمهوري من لويزيانا، عن المسؤولين المتورطين في فضيحة تسريبات “سيجنال”، واصفًا ما حدث بأنه “خطأ” لن يتكرر. وأضاف أنه لا ينبغي معاقبة والتز وهيجسيث.

وذكر “أكسيوس” أن استجواب مسؤولي ترامب سيكون حول ما إذا كانت محادثتهم السرية عبر تطبيق “سيجنال” تنتهك القوانين الصارمة المتعلقة بالتعامل مع المواد السرية.

وقالت شبكة “سي. إن. إن” الإخبارية الأمريكية إن استخدام تطبيق “سيجنال”، وهو تطبيق مشفر يتم تحميله على الهواتف التي تكون عرضة للاختراق من قبل أجهزة الاستخبارات الأجنبية، يُشير إلى ازدراء القوانين الصارمة المتعلقة بالتعامل مع المواد السرية.