الشيخ مازن الولائي لـ”أخبار الغد”: القضية الفلسطينية جرحت الذات والهوية الإسلامية لما تشكّله على أكثر من بعد عقائدي وديني وسياسي

صرّح الشيخ مازن الولائي، أحد علماء العراق، لموقع أخبار الغد، أن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية أو إنسانية، بل هي جرحٌ عميق في الذات والهوية الإسلامية، لما تحمله من أبعاد عقائدية ودينية وتاريخية وسياسية، في مواجهة مشروع صهيوني توسعي لا يخفي أهدافه الاستعمارية والدينية.
وقال الولائي إن العلماء الذين هم ورثة الأنبياء، يحملون مسؤولية تربوية وفكرية وروحية، مستمدة من الرسالات السماوية، هدفها رفع الظلم ومواجهة مشاريع الهيمنة والفساد، وأن من أمهات القضايا المركزية التي تُعد شرفًا للمؤمنين هي القضية الفلسطينية، لأنها تمس جوهر الأمة وروحها.
القدس في قلب الرسالة الإسلامية والعلمائية
وأضاف الشيخ الولائي أن القدس وفلسطين كانتا دومًا محورًا لاهتمام العلماء والمراجع الدينيين، مشيرًا إلى أن المنابر الإسلامية من خطب الجمعة إلى الندوات والمؤتمرات العالمية، كانت ولا تزال مساحةً لنشر الوعي حول عدالة القضية الفلسطينية وفضح انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد أن العلماء أدّوا دورًا تاريخيًا في توعية الأمة بحقيقة الصراع، وفي تحريض الشعوب على الوقوف في وجه الطغاة، وتبيان أن الاحتلال الإسرائيلي ليس مجرد اعتداء على الأرض، بل هو تحدٍّ سافرٌ للشريعة والكرامة الإسلامية.
العدو استهدف العلماء لأنهم مفاتيح وعي الأمة
وأشار الولائي إلى أن الاستكبار العالمي يدرك تمامًا خطورة العالم الشجاع الصادق، لذلك سعى بكل الوسائل إلى ترويض العلماء واحتوائهم أو خلق بدائل شكلية من “علماء السلطة” لا يمتّون إلى الرسالة بصلة، وذلك عبر تغييب دورهم الحقيقي في التربية، وتغيير المناهج، ومحاربة المؤسسات التي تتبنى فكر المقاومة.
لكنه شدّد على أن رغم كل محاولات التدجين، بقيت هناك شريحة من العلماء المخلصين تسقي شجرة المقاومة من جذورها، وتحمل شعلة الوعي عبر العواصف، مشيرًا إلى أن الصحوة الإسلامية المعاصرة، سنية وشيعية، أعادت فلسطين إلى واجهة الضمير الشعبي من جديد.
دور العلماء في مواجهة التطبيع وتعبئة الرأي العام
وقال الولائي إن العلماء الحقيقيين لعبوا دورًا جوهريًا في مواجهة مشاريع التطبيع الناعم، من خلال إبراز معاناة الشعب الفلسطيني، والمشاركة في المؤتمرات الدولية، والضغط على الرأي العام الإسلامي والدولي لاتخاذ مواقف عادلة.
وأكد أن نجاح المقاومة الفلسطينية وصمود محورها الممتد من لبنان إلى اليمن والعراق وإيران، أعاد الاعتبار لدور العلماء، الذين باتوا اليوم أكثر تأثيرًا في تشكيل وعي الشعوب، وكشف زيف الوعود الصهيونية والأمريكية.
واختتم الشيخ الولائي تصريحه بالتأكيد على أن فلسطين ستبقى في وجدان الأمة، ما دام هناك علماء ربانيون يقودون الوعي ويربّون الأجيال على قيم المقاومة والتحرير، مضيفًا:
“العلماء الحقيقيون لا يُشترون ولا يُدجّنون، وهم اليوم كما كانوا بالأمس، درعٌ للأمة وسيفٌ في وجه الظلم والطغيان، وفلسطين هي عنوان رسالتهم الذي لا يسقط مهما طال الزمان.”