الجدل يتصاعد حول ازدواجية جنسية اللاعبين بعد شكوى السودان ضد السنغال

أعاد السودان إشعال الجدل حول قضية ازدواجية جنسية اللاعبين عندما طعن في أهلية مشاركة لاعب منتخب السنغال أسان دياو، مستنداً إلى حمله لجنسيتين ولعبه سابقاً لإحدى منتخبات إسبانيا.
تقدم السودان بشكوى رسمية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) بعد يوم واحد من مباراته مع السنغال، والتي انتهت بالتعادل السلبي، مطالباً بالحصول على نقاط المباراة كاملة لصالحه.
يحدد قانون الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” لوائح صارمة فيما يتعلق بتمثيل اللاعبين مزدوجي الجنسية، حيث تضع شروطاً محددة تضمن عدم حدوث تلاعب أو استغلال للقوانين.
ويشير خبراء في القانون الرياضي إلى أن مشاركة دياو مع منتخب السنغال قد تكون غير قانونية إذا لم يستوفِ اللاعب الشروط المطلوبة.
توضح الشروط القانونية أن اللاعب الذي يحمل جنسيتين لا يمكنه تمثيل منتخب آخر إلا بعد مرور ثلاث سنوات على آخر مشاركة له مع منتخب سابق، بشرط ألا يكون قد لعب مع المنتخب الأول لذلك البلد في مباريات رسمية.
كما يجب الحصول على موافقة رسمية من “فيفا” قبل تمثيل المنتخب الجديد. ورغم الشروط الواضحة، تظل إجراءات التحقق معقدة، ويعتمد نجاح الشكوى السودانية على مدى اكتمال الوثائق المقدمة وصحة الإجراءات المتبعة.
شهد الاتحاد الدولي لكرة القدم تعديلات قانونية في عام 2020، هدفت إلى تسهيل عملية تغيير التمثيل الدولي لبعض اللاعبين.
خففت هذه التعديلات القيود التي كانت تعيق اللاعبين مزدوجي الجنسية من تمثيل منتخبات بلدانهم الأصلية، حتى بعد مشاركتهم في مباريات رسمية مع منتخبات أخرى.
هذه التعديلات تعكس زيادة ملحوظة في عدد اللاعبين العرب والأفارقة الحاصلين على جنسيات أوروبية نتيجة ولادتهم أو هجرتهم في سن مبكرة.
وفي الجهة المقابلة، شكلت قضية ازدواجية الجنسية عائقاً أمام العديد من النجوم في الانضمام إلى منتخبات بلدانهم الأصلية.
هذا الأمر أثار تحديات كبيرة للاعبين مزدوجي الجنسية، حيث حد من حرية اختيارهم للمنتخب الذي يريدون تمثيله.
بذلت منتخبات عديدة، خاصة في البلدان العربية والأفريقية، جهوداً كبيرة في محاولة ضم نجوم كبار ممن ولدوا فيها أو يمتلكون جذوراً تعود لتلك البلدان قبل أن ينتقلوا للعيش في دول أخرى ويحصلوا على جنسيتها. تسعى بعض المنتخبات إلى استغلال التعديلات القانونية الجديدة لضم لاعبين مزدوجي الجنسية.
إضافة إلى قضية دياو، يسعى السودان أيضاً لضم نجم ناشفيل الأميركي هاني مختار، المولود لأب سوداني في ألمانيا، والذي لعب سابقاً مع منتخب شباب ألمانيا.
يشكل هذا الجدل حول ازدواجية الجنسية معضلة مشابهة لقضية اللاعب المصري الفرنسي هيثم حسن، الذي يمتلك خيارات عدة للعب لمنتخب فرنسا أو مصر أو تونس.
من بين اللاعبين الذين استغلوا قوانين ازدواج الجنسية بشكل مثير، يبرز اللاعب الإيفواري الإنجليزي ويلفريد زاها.
رغم أنه مثل إنجلترا في مباريات ودية، إلا أنه اختار لاحقاً تمثيل بلده الأم ساحل العاج في عام 2016. كما خاض اللاعب الإسباني البرازيلي دييغو كوستا تجربة مشابهة، حيث لعب مباراتين للبرازيل قبل أن ينتقل للمنتخب الإسباني.
ورغم أن بعض اللاعبين اختاروا الحفاظ على تمثيل بلد واحد رغم ازدواجية جنسيتهم، مثل الأسطورة الفرنسي زين الدين زيدان، الذي اختار اللعب فقط لمنتخب فرنسا، إلا أن آخرين ما زالوا يثيرون الجدل مثل لامين يامال، لاعب برشلونة، الذي يحمل الجنسيتين الإسبانية والمغربية، لكنه حتى الآن يمثل إسبانيا.