ثقافة وتاريخملفات وتقارير

اعتداء مستوطنين على المخرج الفلسطيني الفائز بالأوسكار يكشف تصاعد العنف في الضفة الغربية

تعرض المخرج الفلسطيني المشارك في فيلم “لا أرض أخرى” حمدان بلال لاعتداء من قبل مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية. شهد أصدقاء بلال الحادث، حيث اقتاده الجنود الإسرائيليون بعد الاعتداء.

هرع المخرج المشارك الآخر، باسل عدرا، إلى منزل بلال بعد تلقيه نداء استغاثة من بلال، ليصل ويجد بلال ومعه شخص آخر يُقتادان بعيداً من قبل الجنود الإسرائيليين.

تجمعت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين خارج منزل بلال، حيث قام بعضهم برشق الحجارة. تواجدت أيضًا قوات الشرطة والجيش الإسرائيليين في المكان، حيث أطلق الجنود النار على أي شخص حاول الاقتراب من المكان.

وأوضح الجيش الإسرائيلي أن الحادث بدأ بمواجهة عنيفة بين فلسطينيين وإسرائيليين، حيث رشق الطرفان بعضهم بالحجارة.

أضاف الجيش أن الاشتباك اندلع نتيجة قيام عدد من الفلسطينيين برشق الإسرائيليين بالحجارة، مما أدى إلى تضرر مركباتهم. تم احتجاز ثلاثة فلسطينيين وإسرائيلي واحد للاستجواب بعد رشقهم الحجارة على قوات الأمن.

في هذا السياق، أفاد المخرج الإسرائيلي يوفال أبراهام، وهو مخرج مشارك في الفيلم أيضًا، أن بلال أصيب بجروح خطيرة في رأسه وبطنه نتيجة الهجوم ولم يسمع أي خبر عنه منذ ذلك الحين.

من جانب آخر، أشار نشطاء أمريكيون من منظمة “اللاعنف اليهودي” إلى تعرضهم أيضًا لاعتداء من قبل المستوطنين خلال وجودهم في المكان.

وأوضحوا أن أكثر من 12 مستوطنًا إسرائيليًا هاجموا القرية مستخدمين الهراوات والسكاكين، بينما كان أحد المستوطنين يرعى الماشية بالقرب من منزل فلسطيني. تعرضت جينا، ناشطة كانت ضمن المجموعة، لهجوم من قبل حوالي 20 مستوطنًا ملثمين عند اقترابها من سوسيا في تلك الليلة، حيث أصيبت بالعصي وتعرضت مركبتهم للتخريب.

تُظهر تسجيلات فيديو من كاميرا مركبة النشطاء أحد المستوطنين يرمي حجرًا على زجاج السيارة الأمامي، ما أدى إلى تحطم الزجاج وانتشاره داخل السيارة.

أشار ناشط آخر، جوش كيملمان، إلى أن الجنود الإسرائيليين كانوا موجودين في المكان لكنهم لم يتدخلوا لمنع الهجوم. أضاف كيملمان أن الجنود اكتفوا بالوقوف ومشاهدة الحادث دون اتخاذ أي إجراء.

في وقت سابق من هذا الشهر، تسلم حمدان بلال وباسل عدرا ويوفال أبراهام جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي عن فيلمهم “لا أرض أخرى”.

يروي الفيلم قصة إخلاء الفلسطينيين من منازلهم في الضفة الغربية المحتلة ويوثق معاناتهم المستمرة جراء هجمات المستوطنين الإسرائيليين.

سبق لبلال، وهو مزارع فلسطيني، أن تعرض لمضايقات وتهديدات من قبل المستوطنين، حيث أفاد في حديث سابق عن محاولات المستوطنين الاستيلاء على أرضه. كان بلال قد أبلغ الشرطة الإسرائيلية عن الحوادث، لكن دون أن يتلقى أي استجابة.

يوثّق فيلم “لا أرض أخرى” استمرار السلطات الإسرائيلية في هدم قرى مسافر يطا في الضفة الغربية، ويعرض الفيلم مشاهد من تدمير ملعب القرية وقتل شقيق عدرا على يد الجنود الإسرائيليين.

يستعرض الفيلم العلاقة الإنسانية بين المخرجين الفلسطيني والإسرائيلي في ظل هذه الأحداث المؤلمة، ويسلط الضوء على صمود الفلسطينيين في مواجهة العنف المتزايد.

يستمر العنف الاستيطاني في تدمير القرى الفلسطينية، حيث شهدت المستوطنات توسعًا بنسبة كبيرة منذ اندلاع الحرب الأخيرة، وفقًا لتقرير صادر عن منظمات معارضة للمستوطنات.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى