محكمة استئناف جنايات القاهرة تؤيد الحكم بالسجن 15 عامًا لتُربي حلوان بتهمة نبش القبور

بدأت محكمة استئناف جنايات القاهرة بالنظر في قضية “تربي حلوان” المتهم بنبش قبر الممرضة منى جاد، وإشعال النيران في جثتها بعد التعدي عليها، وذلك في إطار محاكمة استمرت لفترة طويلة.
وقضت المحكمة بتأييد الحكم الصادر بالسجن المشدد 15 عامًا ضد المتهم، مما أثار ردود فعل واسعة في المجتمع.
تعود تفاصيل القضية إلى عام 2021، حينما تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا عن وجود جثة محترقة داخل مقابر منطقة عرب راشد بحلوان، بعد يوم واحد فقط من دفنها نتيجة وفاتها بفيروس كورونا.
أثار هذا الحدث البشع رعب وضباط المباحث الذين شرعوا في البحث والتحقيق عن المتورطين في هذا الحادث المروع.
أوضحت التحقيقات أن المتهم، الذي يعمل “تُربي”، استخرج جثة المتوفاة بعد 24 ساعة من دفنها وأضرم النيران فيها بعد التعدي عليها.
واعترف الجاني بارتكابه هذا الفعل بدافع الانتقام من زميله في العمل، وذلك نتيجة خلافات سابقة بينهما حول إدارة المقابر.
تابعت النيابة العامة التحقيقات وأكدت أن المتهم قام بفعلته الشنيعة بعد أن تسلل ليلاً إلى مقبرة المتوفاة، وقام بفتح القبر عنوة،
ثم أخرج الجثة وعبث بها قبل أن يشعل فيها النيران. وأشارت النيابة إلى أن المتهم قام بتدنيس حرمة القبر والجثمان بشكل متعمد، مما يزيد من بشاعة الجريمة.
أدلى شهود عيان من زميلات الممرضة المتوفاة بشهاداتهم حول الحادث، مؤكدين أن الضحية كانت معروفة بأخلاقها الحسنة وتفانيها في العمل،
ولم يكن لها أي عداوات أو مشكلات مع أحد. صُدمت زميلاتها عندما علمن بما حدث لها، وعبّرن عن حزنهن العميق من خلال تصريحاتهن لوسائل الإعلام.
استمرت المباحث في التحقيق لمدة 10 أيام متواصلة قبل أن تتمكن من القبض على المتهم وتقديمه للعدالة.
وكشفت التحريات عن وجود خلافات شخصية بين المتهم وزميله، وهو ما دفع المتهم لارتكاب جريمته البشعة كنوع من الانتقام.
أظهرت المحكمة في قرارها أن المتهم انتهك حرمة الموتى وأخل بالقوانين والأعراف التي تحظر التدخل في قبور المتوفين، وقام بتعمد حرق الجثة وتدنيسها في محاولة منه لإلحاق الضرر بزميله المسؤول عن إدارة المقبرة.
واستندت المحكمة إلى الأدلة الجنائية التي أثبتت تورط المتهم في الحادث، مما دفعها لتأييد الحكم بالسجن 15 عامًا.
وقد أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكمها النهائي بالسجن المشدد على المتهم، لتكون هذه العقوبة رادعة لكل من تسوّل له نفسه التعدي على حرمة الأموات وانتهاك كرامة الإنسان حتى بعد وفاته.