غارات إسرائيلية تستهدف مستشفى ناصر وتصعيد جديد في غزة منذ 18 مارس

شنت القوات الإسرائيلية غارات جديدة على قطاع غزة منذ 18 مارس، مستهدفة مناطق متعددة في خان يونس.
أعلن الدفاع المدني في غزة الأحد أن غارة جوية إسرائيلية أصابت بشكل مباشر قسم الطوارئ في مستشفى ناصر، وهو المستشفى الرئيسي في جنوب القطاع.
هرعت الفرق الطبية إلى مكان الحادث لتقديم الإسعافات اللازمة وسط حالة من الفوضى والذعر بين المواطنين.
أفادت المصادر الطبية أن الغارة الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 5 أشخاص وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
استمرت عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض لفترة طويلة وسط تصاعد المخاوف من ارتفاع أعداد القتلى.
ذكرت فرق الإنقاذ أن هذه الغارة كانت مدمرة، حيث تضررت العديد من المباني القريبة من المستشفى نتيجة قوة الانفجار.
أكدت القوات الإسرائيلية في بيان لها أنها استهدفت عضوًا بارزًا في حركة حماس، مشيرة إلى أن هذا الشخص كان يدير عمليات عسكرية من داخل المستشفى.
تبرر إسرائيل هذه الضربة بأنها جاءت كجزء من عملياتها المستمرة ضد ما تسميه “التهديدات الأمنية” التي تشكلها حماس في قطاع غزة.
في المقابل، نفت حركة حماس استخدام المستشفى كقاعدة للعمليات العسكرية، وأدانت بشدة هذا الهجوم الذي وصفته بالجريمة ضد الإنسانية.
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي عن نجاح العملية العسكرية التي استهدفت عضوًا بارزًا في حماس، مشيرًا إلى أن هذه الغارة تمثل جزءًا من استراتيجية أوسع لإضعاف قدرات الحركة في القطاع.
توعد الجيش الإسرائيلي بمواصلة عملياته ضد ما وصفها بأهداف عسكرية مهمة، مؤكداً أن أي تهديد على أمن إسرائيل سيواجه بالرد القاسي.
جددت حماس تأكيدها على مقتل إسماعيل برهوم، عضو المكتب السياسي للحركة، جراء الغارة الإسرائيلية. أوضحت الحركة أن برهوم كان شخصية بارزة في قيادة المقاومة الفلسطينية، مشيرة إلى أن استهدافه لن يثني الحركة عن مواصلة نضالها. تعهدت حماس بالرد على هذه الجريمة واستمرار التصعيد العسكري ضد الاحتلال الإسرائيلي.
تزامن هذا الهجوم مع تصعيد إسرائيلي آخر استهدف مناطق متعددة في خان يونس، حيث قُتل عضو آخر في المكتب السياسي لحماس، صلاح البردويل، وزوجته، خلال غارة على مخيم للنازحين غرب المدينة.
أكدت حماس أن هذه الهجمات تأتي في إطار محاولات إسرائيل للقضاء على قيادات الحركة، لكنها شددت على أن هذه المحاولات لن تنجح في تحقيق أهدافها.
توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، في خطاب ألقاه الأسبوع الماضي، بتكثيف الهجمات الجوية على قطاع غزة. أكد أن العمليات العسكرية الأخيرة ليست سوى البداية، مشدداً على أن إسرائيل ستواصل الضربات حتى تحقيق أهدافها الاستراتيجية في القطاع.
من جانبه، هدد وزير الدفاع بفتح أبواب الجحيم على غزة إذا لم يتم الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس منذ أكتوبر 2023.
أشار المراقبون إلى أن هذا التصعيد يمثل مرحلة جديدة وخطيرة في الصراع، حيث تجاوزت العمليات العسكرية الإسرائيلية الأهداف العسكرية التقليدية لتشمل البنية التحتية المدنية، مما يفاقم من الأزمة الإنسانية في القطاع.