أخبار العالمملفات وتقارير

الصحفي الإسرائيلي آري شافيت يناقش الاحتجاجات ضد قرارات نتنياهو في استئناف الحرب بغزة

شهدت إسرائيل احتجاجات واسعة مع خروج عشرات الآلاف إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم تجاه قرارات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باستئناف الحرب على غزة.

استمر الصحفي الإسرائيلي آري شافيت في تقديم رؤيته حول هذه التطورات خلال حواره مع مذيع CNN فريد زكريا. تركز الحوار على أسباب استئناف الحرب والتوترات السياسية الداخلية في إسرائيل.

طرح فريد زكريا تساؤلات حول الأسباب التي دفعت نتنياهو إلى شن حملة عسكرية جديدة ضد غزة. أكد أن كلاً من إسرائيل وحماس تدّعيان خرق الاتفاقات، إذ تقول حماس إن عليها تنفيذ متطلبات جديدة لم تكن ضمن الاتفاق الأصلي.

في المقابل، ترى إسرائيل أن حماس لم تلتزم بشروط الهدنة. أبدى شافيت رأيه، مؤكداً أن هناك تساؤلات حول دوافع نتنياهو وراء استئناف الحرب، مشيراً إلى أن الشعب الإسرائيلي يشعر بالحاجة إلى سحق حماس واستعادة الرهائن، رغم الشكوك حول توقيت الحملة العسكرية.

انتقل شافيت بعد ذلك إلى توضيح الوضع الداخلي في إسرائيل، حيث ذكر أن البلاد تعيش أزمة دستورية معقدة.

ربط شافيت الأزمة الحالية بالصراعات التي تشهدها أمريكا، مبيناً أن إسرائيل تواجه أزمة أكثر تعقيداً لأنها تعيش حالة حرب دائمة، وليس لديها دستور ثابت.

وأكد أن المخاوف من تفكيك المؤسسات الدستورية والديمقراطية تزداد في إسرائيل مع محاولة نتنياهو بسط سيطرته على النظام السياسي.

عبر شافيت عن قلقه من تصاعد الانقسامات الداخلية في إسرائيل. أشار إلى أن الانقسام الأساسي في المجتمع الإسرائيلي يتراوح بين الهوية اليهودية الدينية والقومية من جهة، والهوية الديمقراطية من جهة أخرى.

وأوضح أن هذا الصراع يهدد التوازن الذي كانت تقوم عليه إسرائيل بين هاتين الهويتين، مما يزيد من تفاقم الأزمة السياسية والاجتماعية.

تساءل زكريا عن توصيف بعض المراقبين لهذه الأزمة بأنها أقرب إلى حرب أهلية. أكد شافيت أن هذا الوصف يعكس الوضع المفاهيمي للصراع داخل إسرائيل،

حيث تخشى الطبقة الليبرالية من سيطرة نتنياهو على المؤسسات وتحويل البلاد إلى نظام غير ديمقراطي. في المقابل، يرى اليمين الشعبوي أن البلاد تشهد استيلاءً من قبل القضاة والجنرالات الذين يعطلون إرادة الشعب.

واصل شافيت توضيح الوضع بأن ما يجري في إسرائيل هو صراع حول الديمقراطية وحقوق الإنسان. اعتبر أن كلا الطرفين يرى الأزمة من زاوية مختلفة،

حيث يتمسك اليمين بحجة أن الأغلبية ينبغي أن تحكم دون تدخل القضاء، في حين يدعو الليبراليون للحفاظ على الضوابط والتوازنات التي تحمي حقوق الإنسان وسيادة القانون.

ختم شافيت حديثه بالإشارة إلى ما يراه من تغير في شخصية نتنياهو السياسية خلال السنوات الأخيرة، مشبهاً إياه بالملوك الذين يعتبرون الدولة امتداداً لشخصيتهم.

وأعرب عن أمله في أن تتمكن إسرائيل من تجاوز هذه الأزمة الدستورية والسياسية العميقة، مشدداً على ضرورة استعادة التوازن بين سيادة القانون وحكم الأغلبية، وإعادة بناء الديمقراطية الإسرائيلية بما يتماشى مع احتياجات المجتمع المنقسم.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى