الجيش السوداني يواصل التقدم في الخرطوم وسط تراجع للدعم السريع

تواصل القوات المسلحة السودانية تقدمها في معركة السيطرة على ولاية الخرطوم، بعدما تمكنت من إحراز مكاسب استراتيجية واسعة، أبرزها استعادة القصر الجمهوري ومواقع حكومية حساسة وسط العاصمة.
ويؤكد المراقبون أن الجيش بات على أعتاب استكمال السيطرة الكاملة على الخرطوم، بعد توغله في عدد من أحياء مدينة أم درمان وتمدده جنوباً.
وفيما يبدو أنه رد فعل انتقامي، كثفت مليشيا الدعم السريع هجماتها على المدنيين، مستخدمة المدفعية والطائرات المسيّرة لاستهداف الأسواق والأحياء السكنية في جنوب الخرطوم وأم درمان وعدة مناطق أخرى بولايات الجزيرة وشمال دارفور، ما أسفر عن سقوط ضحايا بين قتلى وجرحى، وسط إدانات واسعة من منظمات حقوقية محلية ودولية.
الجيش أعلن في بيان رسمي مواصلة عمليات “التمشيط العسكري” في قلب الخرطوم، مشيراً إلى تقدم وحداته داخل السوق العربي وسيطرته على مجمع الواحة وفندق أراك والجامع الكبير، في وقت بث فيه الجنود مقاطع فيديو تؤكد انتشارهم في مواقع جديدة.
وفي أم درمان، أعلنت القوات المشتركة التابعة لحركات الكفاح المسلح الموالية للجيش، تحرير عدة أحياء رئيسية، بينها حي المهندسين ومنطقة شارع عمر المختار، مؤكدين أن ما تبقى من المدينة بات في قبضة القوات المسلحة خلال ساعات قادمة.
في المقابل، صعدت “الدعم السريع” من استهدافها للمدنيين، حيث قتل ثلاثة أشخاص وأصيب سبعة آخرون فجر أمس جراء قصف عنيف استهدف أحياء في أم درمان،
كما وثق متطوعون أعمال نهب واسعة في الأسواق وممتلكات السكان جنوب الخرطوم، مع فرار أعداد متزايدة من المدنيين هرباً من بطش عناصر المليشيا.
وفي مناطق أخرى، واصلت “الدعم السريع” ارتكاب انتهاكات جسيمة، كان آخرها في قرى ولاية الجزيرة ومدينة المالحة بشمال دارفور، حيث وثّقت منظمات حقوقية عمليات قتل جماعي وإعدامات ميدانية وتهجير قسري ونهب منظم، ما يرقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
من جهتها، أعربت منظمات أممية عن قلقها البالغ من تصاعد وتيرة العنف ضد المدنيين، حيث أكدت “يونيسف” أن مستشفى بشائر في جنوب الخرطوم تعرض للنهب، مما حرم الأطفال من مواد غذائية وطبية ضرورية. كما أشارت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى وقوع عمليات قتل واختطاف وعنف جنسي في أحياء شرق الخرطوم.
ومع اقتراب الجيش من الحسم العسكري، تبقى الأعين مترقبة لما ستؤول إليه الأيام القليلة المقبلة، في ظل تحذيرات منظمات الإغاثة من كارثة إنسانية متفاقمة.