جيش الاحتلال يغتال صلاح البردويل وزوجته في غارة على خان يونس

اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي في الساعات الأولى من صباح الأحد صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، بعد قصف منزله في منطقة غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
استهدفت الغارة منطقة سكنه، ما أدى إلى مقتله مع زوجته خلال أدائه صلاة قيام الليل في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان. وأكدت مصادر فلسطينية أن الهجوم وقع أثناء وجود نازحين في خيام قريبة، ما أسفر عن إصابة العديد منهم.
ولد صلاح البردويل في 24 أغسطس 1959 في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين، حيث نشأ في عائلة تعود أصولها إلى قرية الجورة في قضاء غزة. عاش في ظروف اللجوء ودرس في مدارس المخيم قبل أن يلتحق بصفوف المقاومة الفلسطينية. وبدأ مسيرته السياسية والنضالية منذ تسعينيات القرن الماضي، وكان من الشخصيات البارزة في حركة “حماس”.
أسس البردويل “حزب الخلاص الوطني الإسلامي” عام 1996، وتولى فيه رئاسة الدائرة الإعلامية، كما شغل منصب ممثل الحزب في المجلسين الوطني والمركزي التابعين لمنظمة التحرير الفلسطينية. سعى البردويل من خلال هذا الحزب إلى تعزيز دور الحركة الإسلامية في الساحة الفلسطينية، والوقوف في وجه ما كان يعتبره تهميشاً للتيار الإسلامي.
انتخب صلاح البردويل عضواً في المكتب السياسي لحركة “حماس” في عام 2021، بعد أن تولى لسنوات منصب الناطق الإعلامي الرسمي للحركة في مدينة خان يونس. وخلال فترة عمله، كان له دور كبير في تطوير الخطاب الإعلامي والسياسي للحركة، حيث أكد باستمرار على أهمية المقاومة الفلسطينية وضرورة التمسك بالحقوق الوطنية الفلسطينية.
انتخب البردويل نائباً في المجلس التشريعي عن كتلة “التغيير والإصلاح” التابعة لحركة “حماس” في انتخابات عام 2006. وتولى خلال فترته في المجلس مسؤولية ملف العلاقات الخارجية، كما كان مقرراً للجنة السياسية وعضواً في لجنة الرقابة. وعرف بنشاطه الكبير في الحقل السياسي، ودعا بشكل متكرر إلى ضرورة التوصل إلى مصالحة وطنية حقيقية تجمع جميع الفصائل الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.
دعا البردويل في العديد من اللقاءات الصحفية إلى إنهاء التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، وطالب السلطة الفلسطينية بالانخراط في مواجهة تل أبيب بشكل مباشر. وركز على أهمية الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات المشتركة، مشدداً على أن المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد لفرض معادلة الردع على الاحتلال.
شدد صلاح البردويل مراراً على أهمية المسجد الأقصى المبارك ورمزيته للأمة الإسلامية، وأكد أن فلسطين ستبقى أرضاً إسلامية وأنه لا تراجع عن النضال حتى تحريرها بالكامل.