أخبار العالمملفات وتقارير

استمرار الوساطات بين إسرائيل وحماس رغم الضغوط العسكرية والمفاوضات العالقة

بدأت إسرائيل بتصعيد عدوانها على غزة بعد توقف استمر شهرين، بينما استمرت الوساطات بين حماس وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

استأنفت إسرائيل قصف قطاع غزة فجر الثلاثاء الماضي بعد هدنة دامت شهرين، انتهت في يناير الماضي، على الرغم من الضغوط الدولية المطالبة بالتزام بنود وقف إطلاق النار.

استمرت قوات الاحتلال في قصف أماكن متفرقة من غزة، مخلفةً مئات الضحايا بين شهيد وجريح. تفاقمت الأزمة الإنسانية في القطاع جراء الحصار الذي يشتد يومًا بعد يوم، ورفض إسرائيل تنفيذ البروتوكول الإنساني الذي تم الاتفاق عليه مسبقًا.

أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن القنوات الدبلوماسية مع الوسطاء لا تزال نشطة رغم التصعيد العسكري. أكدت المصادر أن الضغط العسكري المتزايد سيؤدي في النهاية إلى استجابة حماس وإعادة انخراطها في المفاوضات.

عبّرت إسرائيل عن أملها في أن يساهم هذا الضغط في الإفراج عن الأسرى المحتجزين في غزة، مشددةً على أن هذا هو السبيل الوحيد لإنهاء القتال ووقف إطلاق النار.

أوضحت صحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل فوجئت بتصريحات المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، والتي انتقد فيها إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للأزمة، معربًا عن قلقه من غياب خطة إستراتيجية واضحة فيما يتعلق بغزة.

دعا ويتكوف إلى الحوار كوسيلة لحل الصراع مع حماس، مؤكداً أن الحركة ليست متشددة أيديولوجيًا بشكل كامل وأن نزع سلاحها قد يسمح لها بالبقاء فاعلاً سياسياً في غزة.

من جانبها، نفت حماس توقف المفاوضات وأكدت استمرارها في التواصل مع الوسطاء بجدية ومسؤولية. تتابع الحركة مقترحات ويتكوف والأفكار المطروحة بما يضمن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وإنهاء العدوان الإسرائيلي.

في المقابل، شهدت إسرائيل تصاعد الاحتجاجات ضد سياسات نتنياهو، إذ خرج عشرات الآلاف في تل أبيب ومدن أخرى السبت الماضي، مطالبين بإنهاء الحرب واستعادة الأسرى الإسرائيليين. رفع المحتجون شعارات تطالب بالتدخل الأمريكي، محملين نتنياهو مسؤولية مقتل الأسرى ونسف أي فرصة لتحقيق اتفاق لتبادلهم.

واجهت الشرطة الإسرائيلية المتظاهرين بالقوة بعد إغلاقهم طرقًا حيوية واقتحامهم لحواجز أمنية بالقرب من منزل عائلة نتنياهو في القدس. عبرت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة عن استيائها من تصرفات الحكومة، متهمةً نتنياهو بالتضحية بأبنائهم لإرضاء حلفائه السياسيين.

في غضون ذلك، عبر اتحاد الطيارين في إسرائيل عن قلقه من تدهور الأوضاع الداخلية وتأثيرها على الديمقراطية والمؤسسات الأمنية. دعا الاتحاد إلى الحفاظ على وحدة الشعب واستعادة الأسرى وتركيز الجهود على إعادة الإعمار وتعزيز الاستقرار في المناطق الجنوبية والشمالية.

وفي سياق متصل، أكد مستشار نتنياهو للشؤون الخارجية، أوفير فالك، أن الضغط العسكري كان العامل الحاسم في قبول حماس للهدنة الأولى في نوفمبر 2023، والتي أفضت إلى الإفراج عن 80 أسيرًا. وأضاف أن الاستمرار في هذا الضغط سيؤدي إلى إطلاق سراح بقية الأسرى المحتجزين.

شهد استئناف الغارات الجوية على غزة دعوات عربية وأوروبية لوقف التصعيد، حيث أصدرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا بيانًا مشتركًا طالبت فيه إسرائيل بإعادة فتح المعابر الإنسانية لتقديم المساعدات للمدنيين في غزة، في ظل استمرار العمليات العسكرية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى