لا مأمن في الشمال أو الجنوب إسرائيل تُعيد تهجير الغزيين تحت القصف

تزامناً مع استئناف الهجمات على غزة، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء قسري للفلسطينيين، خاصة أولئك الذين يعيشون في البلدات الواقعة على طول الحدود الشرقية والشمالية مع إسرائيل.
في حديثه لموقع ميدل إيست آي، أكد أحمد مصلح، وهو فلسطيني من سكان بيت حانون شمال غزة، بأن الظروف في المنطقة صعبة للغاية، مشيراً إلى أن “عمليات إطلاق النار والضربات لم تتوقف” وأن المنطقة تعتبر “ساحة معركة”.
وفي إشارة إلى أوامر الإخلاء القسري، قال مصلح: “عندما بدأ وقف إطلاق النار عدنا على الأمل بالمكوث في أرضنا، لكننا وجدنا منازلنا مدمرة فنصبنا الخيام وحاولنا إعادة بناء ما نستطيع غير أننا اليوم أصبحنا منهكين ونحن نواجه نفس المشكلة”.
“الموت هنا وهناك، وفي كل مكان تذهب إليه، أتمنى أن يعلنوا وقفاً كاملاً لإطلاق النار في أي لحظة، فقد خسرنا الكثير من كل شيء” – أبو أدهم الزعانين من سكان غزة
يرى مصلح أن سكان القطاع باتوا عالقين اليوم بين المطرقة والسندان، ممزقين بين خيار النزوح من المنطقة أو البقاء الخطير الذي يهدد الحياة، فيقول: “نريد البقاء لأطول فترة ممكنة، ولكن إذا اقترب الخطر من منازلنا فليس لدينا خيار سوى محاولة إنقاذ حياتنا”.
وأضاف مصلح: “لقد مررنا بالفعل بتجربة النزوح، لقد غادرنا منازلنا للمرة الأولى متجهين جنوباً، وكان ترك مدينتنا وأرضنا أمراً مؤلماً، فمنذ مغادرتنا، ظللنا نتوق إلى العودة إلى الشمال”.
جاءت أوامر الإخلاء الإسرائيلية هذه بعد القصف الإسرائيلي المميت الذي أدى إلى استشهاد أكثر من 400 فلسطيني في وقت مبكر من يوم الثلاثاء من بينهم 183 طفلاً، وإصابة أكثر من 600 آخرين في واحدة من أكثر الهجمات دموية على قطاع غزة، مما أنهى فعلياً وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وفقاً لشهود العيان لموقع ميدل إيست آي، فإن الهجمات استهدفت “مناطق آمنة” ووقعت أثناء التحضير لوجبة السحور.
على سبيل المثال، أبدى أبو أدهم الزعانين خوفه وقلقه لدى سماعه أمر الإخلاء، خاصة أنه أب لثلاثة أطفال وأم مسنة في رعايته، فقال في حديثه لموقع ميدل إيست آي: “كنا نعيش في بيت حانون منذ بضعة أسابيع، وننصب خيامنا ونحاول إعادة بناء حياتنا قبل أن تعود الحرب”، مؤكداً أن قلقه على عائلته هو ما دفعه للنزوح مرة أخرى، حيث قال: ” أكبر مخاوفي هو ضمان سلامة أطفالي، كيف يمكنني حمايتهم؟”.
عند سؤاله عن نزوحه السابق إلى الجنوب، وصف الزعانين الأمر بأنه كان مرهقاً له ولعائلته، موضحاً بأنه لن يتجه جنوباً مرة أخرى، فقال: “الموت هنا وهناك، وفي كل مكان تذهب إليه، أتمنى أن يعلنوا وقفاً كاملاً لإطلاق النار في أي لحظة، فقد خسرنا الكثير من كل شيء”.