خبراء مصريون: ضرورة الحوار الإثيوبي مع مصر والسودان على أسس واضحة لحل الأزمة

أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أن سد النهضة سيتم افتتاحه خلال الأشهر الستة القادمة، مؤكداً أن هذا المشروع الكبير سيشكل حدثاً تاريخياً مع بداية العام الإثيوبي المقبل.
ودعا في خطابه أمام البرلمان الإثيوبي إلى بدء حوار مع مصر والسودان حول هذا المشروع، مؤكدًا أن السد لن يتسبب في أي ضرر لدولتي المصب.
وأوضح أن اكتمال السد سيساهم في تدفق المياه بانتظام على مدار العام، لكن الجانب المصري لم يصدر أي ردود رسمية على هذه التصريحات، حيث تم التعامل معها بصمت.
استمر المسؤولون المصريون في تأكيدهم أن قضية سد النهضة لم تُجمّد، وأن هناك نية لمناقشة الموضوع مع الشركاء الدوليين.
وصرّح ياسر سرور مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون السودانية، في تصريحات سابقة، بأن التحركات الدبلوماسية لم تتوقف بشأن أزمة السد،
مشدداً على أن هذه القضية تمثل قضية وجودية بالنسبة لمصر، ترتبط بحياة الملايين من الشعب المصري، وهو ما يستدعي متابعة مستمرة على المستويات الفنية والسياسية.
تناول خبراء مصريون تأثير السد على مصر وأعربوا عن تحفظاتهم تجاه التصريحات الإثيوبية. وأكد أحد الخبراء أن أي خفض في حصص المياه المصرية يمثل ضرراً كبيراً بالنظر إلى فقر المياه الذي تعاني منه مصر، موضحاً أن تصريحات إثيوبيا بأن السد لن يسبب ضرراً جسيمًا تحتاج إلى توضيح.
كما أشار الخبير إلى أن الفيضانات العالية في الفترة الماضية ساهمت في تقليل تأثيرات الملء، مؤكداً أن هذا لم يكن مخططًا من الجانب الإثيوبي.
واستطرد قائلاً إن مصر عوضت انخفاض التدفقات المائية باستخدام مخزون بحيرة السد العالي بعد أن شهدت انخفاضًا في تدفقات المياه بنحو 25 مليار متر مكعب خلال العام الماضي.
شدد خبير آخر على أهمية أن تُجرى أي محادثات مستقبلية مع إثيوبيا على أسس من الشفافية والاحترام المتبادل، وبنية صافية للوصول إلى حلول جادة وليست لتضييع الوقت أو التسويف.
وأكد أن الحوار ينبغي أن يركز على قواعد تشغيل السد لضمان أن تدفقات مياه النيل الأزرق تظل كما كانت قبل بناء السد.
في سياق متصل، أشار وزير الري المصري الدكتور هاني سويلم، في تصريحات سابقة إلى أن أي سد يتم بناؤه على مجرى النيل سيكون له تأثير على مصر،
مؤكداً أن هناك تأثيرات يمكن السيطرة عليها وأخرى يصعب مواجهتها، محذراً من أن إثيوبيا قد تتحمل عواقب هذه التأثيرات في المستقبل.
سبق لمصر أن أعلنت أن المفاوضات حول السد قد انتهت دون تحقيق أي تقدم، مؤكدة أن الاجتماعات السابقة لم تسفر عن نتائج ملموسة وأن العودة إلى نفس المسار التفاوضي ستكون مضيعة للوقت.