البرهان يؤكد التزامه بمواجهة الدعم السريع واستعادة السيطرة على القصر الرئاسي

أكد رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، عزيمته على مواصلة المعركة ضد قوات الدعم السريع، مشدداً على رفضه التفاوض معهم، وذلك بعد استعادة الجيش السيطرة على القصر الرئاسي ووزارات مجاورة في الخرطوم.
وفي خطاب جماهيري ألقاه في مدينة الكاملين بولاية الجزيرة، أعرب البرهان عن شكره لله على النصر الذي تحقق في شهر رمضان، وقال: “نحن في نعمة، والحمد لله الذي سخر لنا الشهر الكريم الذي تتقدم فيه قواتنا بثبات لتكمل تحرير البلاد”.
وأضاف البرهان: “المعركة هذه لن تقف عند هذا الحد، ونحن ماشين إلى الأمام”. وقد عُقد هذا الاجتماع بعد إعلان الجيش استعادة المراكز الاستراتيجية في الخرطوم، وهو ما يمثل تحولاً هاماً في الصراع المستمر مع قوات الدعم السريع منذ نحو عامين.
وتعهد البرهان بالاقتصاص من كل من “قتل ونهب وسرق الشعب السوداني”، مؤكداً على ضرورة إنهاء حالة التمرد التي تمثلها قوات الدعم السريع، وطالب بتجمع القوات المسلحة في موقع محدد دون أسلحة إذا كانوا يرغبون في العفو. وفي إشارة إلى الدعم الخارجي المزعوم الذي تتلقاه القوات، قال: “هؤلاء المتمردون لديهم أسلحة لا يمكن أن تتملكها مليشيا إلا إذا كانت هناك دولة هي من سلمتهم لها”.
وأشار البرهان إلى أن الحقائق ستتضح لاحقاً حول الدول التي دعمت التمرد، مما يستدعي الموقف الموحد للشعب السوداني حيال هذه الدول.
وبسيطرة الجيش على القصر الرئاسي والوزارات المحيطة به اليوم، يكون معظم وسط الخرطوم تحت سيطرته، باستثناء منطقة المقرن، ومقر الكتيبة الاستراتيجية العسكرية، وجزيرة توتي على النيل الأزرق، فيما توجد قوات الدعم السريع جنوبي وشرقي الخرطوم.
كما يسيطر الجيش السوداني على كامل مدينة بحري، ومنطقة شرق النيل، ومدينة أم درمان، باستثناء أجزاء من غربي وجنوبي أم درمان.
يذكر أن الجيش وقوات الدعم السريع يخوضان منذ أبريل/ نيسان 2023 صراعا داميا أسفر، وفقا للأمم المتحدة والسلطات المحلية، عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء حوالي 15 مليون آخرين. وبحسب دراسة أجرتها جامعات أمريكية، قد يصل عدد القتلى إلى نحو 130 ألفا.
والخميس، أعلن الجيش تحقيق تقدم كبير وسط الخرطوم بما في ذلك السيطرة على مواقع استراتيجية بالقرب من القصر الرئاسي.
وجاءت هذه التطورات عقب معارك عنيفة في المنطقة بين الجانبين منذ مساء الأربعاء.
وفي الأسابيع الأخيرة، تسارعت وتيرة تقهقر قوات الدعم السريع في عدة ولايات، منها الخرطوم، والجزيرة، والنيل الأبيض، وشمال كردفان، وسنار، والنيل الأزرق، وسط تقدم مستمر لقوات الجيش.