عمان تنتفض من جديد.. مسيرة حاشدة تحت المطر رفضًا للإبادة في غزة ودعوات لقطع العلاقات مع الاحتلال

رغم الأمطار الغزيرة والبرد القارس، خرج مئات الأردنيين، الجمعة، في مسيرة شعبية حاشدة وسط العاصمة عمان، للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وللمطالبة بتحرك عربي ودولي عاجل لوقف جرائم الإبادة بحق الفلسطينيين.
المسيرة التي انطلقت من أمام المسجد الحسيني في منطقة وسط البلد، وصولًا إلى ساحة النخيل، جاءت تحت شعار:
“القدس عنوان الصراع وبوابة التحرير”، ونُظمت بدعوة من الملتقى الوطني لدعم المقاومة، بمشاركة قوى نقابية وحزبية وشعبية واسعة.
هتافات نارية وغضب عارم
ردد المشاركون هتافات قوية تعكس حالة الغضب الشعبي، منها:
- “هذا الأردن للأحرار.. مش للفاسد والسمسار”
- “يا للعار يا للعار.. بعتوا غزة بكم دولار”
- “يا عرب بكفي خذلان.. أوقفوا دعم الكيان”
- “ترامب مجرم حرب.. أمريكا شريكة في العدوان”
ورفعت في المسيرة لافتات تعبّر عن رفض السياسات الأمريكية والإسرائيلية، وانتقاد للمواقف العربية الرسمية، مؤكدة أن المقاومة هي الخيار الشرعي الوحيد أمام جرائم الاحتلال.
تصريحات نيابية: “اتفاقية وادي عربة لمزبلة التاريخ”
من جهته، قال النائب الأردني أحمد الرقب في تصريح للأناضول على هامش المسيرة:
“المجتمع الدولي أثبت أنه مجرد كذبة.. نشهد جرائم حرب في غزة وسط صمت تام”.
وأضاف:
“آن الأوان لقطع العلاقات مع الاحتلال وتمزيق اتفاقية وادي عربة… أمريكا أعلنت انحيازها الكامل للعدو الصهيوني، ويجب محاصرة مصالحها في منطقتنا”.
تصعيد غير مسبوق في غزة
تأتي المسيرة في وقت صعّدت فيه إسرائيل عدوانها مجددًا على غزة، بعد تنصلها من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، حيث أعلن الاحتلال عن بدء عمليات برية، وسط غارات عنيفة خلفت خلال أيام فقط مئات الشهداء والمصابين، معظمهم من الأطفال والنساء.
ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد بلغ عدد الشهداء حتى مساء الخميس 591 شهيدًا و1042 جريحًا، بينما تُمنع المساعدات الإنسانية من دخول القطاع بشكل كامل، ما يهدد بكارثة إنسانية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل إبادة جماعية ضد سكان القطاع، بدعم أمريكي مطلق، ما أدى إلى أكثر من 162 ألف قتيل وجريح، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، في ظل صمت دولي مخزٍ، كما يصفه النشطاء والمشاركون في المسيرة.