مصر

مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية يطلق مبادرات جديدة لتعزيز الوحدة الإسلامية خلال إفطار رمضاني في إسطنبول

في أجواء رمضانية مميزة، نظم مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية حفل إفطار رمضاني في مدينة إسطنبول، حضره نخبة من السياسيين، والعلماء، والمفكرين، والإعلاميين، والخبراء من مختلف دول العالم الإسلامي، في لقاء يعكس التحديات التي تواجه المشروع الإسلامي، وضرورة تنسيق الجهود لمواجهتها.

في كلمته أكد الدكتور طارق الزمر، رئيس المركز، أن هذا اللقاء ليس مجرد مناسبة اجتماعية، بل هو محطة مفصلية في مرحلة حساسة تمر بها الأمة الإسلامية. وتساءل: “كيف يجتمع هذا العدد الكبير من قادة التيار الإسلامي والمفكرين في المنفى، محرومين من العودة إلى أوطانهم؟ ولماذا يأتي هذا اللقاء في إسطنبول، ذات الأهمية الجيوسياسية؟

موضحاً أن هذه اللحظة التاريخية تتطلب التخطيط الاستراتيجي ووحدة الصف الإسلامي، مشيرًا إلى أن “طوفان الأقصى” يمثل نقطة تحول في الصراع مع الاحتلال، وفرصة لإعادة بناء الأمة.

شهد الحفل الإعلان عن ثلاث مبادرات رئيسية لتعزيز العمل الإسلامي المشترك، حيث تم إطلاق “منصة إسطنبول للحوار الإسلامي” لتكون منبرًا للحوار والتنسيق بين التيارات الإسلامية، وتحليل الأوضاع الإقليمية وصياغة مشروعات مشتركة. كما تم الإعلان عن “مشروع استئناف الحضارة الإسلامية – فرصة القرن”، الذي يهدف إلى بناء رؤية موحدة لمستقبل الأمة، ويتضمن مشروعات فكرية، وسياسية، وإعلامية لتعزيز استقلال الأمة. بالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق حملة “لا للتهجير.. لا للتطبيع.. لا للحصار”، والتي تسعى إلى رفض تهجير الفلسطينيين والتصدي للتطبيع والعمل على كسر الحصار عن غزة وتوسيع الدعم للقضية الفلسطينية.

وفي كلمته، أكد إسلام الغمري، نائب رئيس المركز، أن رمضان ليس فقط شهرًا للعبادة، بل هو أيضًا شهر استنهاض الهمم والوحدة، مشددًا على أن قضايا فلسطين، وسوريا، واليمن، وتركستان الشرقية ليست مجرد ملفات سياسية، بل هي اختبارات لمدى التزام الأمة بوحدتها وواجبها في نصرة المستضعفين. وأكد أن التحديات اليوم تتطلب مواقف عملية، وليس مجرد بيانات شجب واستنكار.

من جانبه، شدد الدكتور حسين عبد العال، الأمين العام لهيئة أمة واحدة، على أن التغيرات العالمية توفر فرصة تاريخية للمسلمين لإعادة تموضعهم على الساحة الدولية، خاصة في ظل تراجع الهيمنة الغربية والأزمات الاقتصادية المتلاحقة. وأشار إلى أن الأمة تشهد اليوم صحوة سياسية وروحية، حيث أثبتت معركة طوفان الأقصى أن الإرادة القوية تستطيع إحداث تغيير حقيقي، تمامًا كما حدث في صمود غزة ونجاح طالبان في أفغانستان واستمرار الحراك الثوري في أكثر من بلد إسلامي.

أما السياسي والبرلماني عامر عبد الرحيم، فتحدث عن الحرب على الوعي، والانقسامات الداخلية، والتشويه الإعلامي كمخاطر رئيسية تواجه المشروع الإسلامي، داعيًا إلى تجاوز الخلافات والتركيز على القضايا الكبرى، مثل تحقيق العدل، والحرية، والاستقلال الحضاري.

وفي كلمته، شدد الدكتور نواف التكروني، رئيس هيئة علماء فلسطين، على ضرورة التحرك الفوري لدعم غزة، مؤكدًا أن الوقت لم يعد يحتمل المزيد من التخاذل، وقال: “لم يعد الوقت يحتمل بيانات الشجب والاستنكار.. غزة تخوض معركة الأمة كلها، وعلى الجميع دعمها بكل الوسائل الممكنة.”

اختُتم الحفل بتأكيد الحضور أن الأمة تمر بلحظة تاريخية فارقة، تستوجب توحيد الصفوف، والتخطيط الجاد، وتحويل الرؤى إلى برامج عملية. كما شدد المتحدثون على أن إسطنبول أصبحت مركزًا استراتيجيًا يمكن أن ينطلق منه مشروع نهضوي جديد يعيد توحيد الأمة، داعين إلى التفاعل مع المبادرات المطروحة والمساهمة في إنجاحها، لأن “الموعد مع التاريخ لا يُعاد مرتين.”

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى