تقاريرعربي ودولى

متمردو حركة “إم 23” يتوغلون في بلدة واليكالي شرق الكونغو الديمقراطية

توغل متمردو حركة “إم 23” المدعومون من رواندا في بلدة واليكالي الواقعة بشرق الكونغو الديمقراطية يوم الأربعاء، وذلك بعد يوم من دعوة رئيسي الكونغو الديمقراطية ورواندا لوقف فوري لإطلاق النار.

سمع السكان المحليون دوي إطلاق نار بالقرب من حي نيابانغي في البلدة، ما دفع العديد منهم للقلق بشأن الأوضاع الأمنية المتدهورة.

خاض المتمردون اشتباكات عنيفة مع الجنود والمليشيات الموالية للحكومة عقب اجتياحهم لموقع عسكري في هجوم مباغت. هذه الاشتباكات تزامنت مع تحركات متمردي “إم 23” لتوسيع نطاق سيطرتهم في المنطقة.

تقع بلدة واليكالي في منطقة غنية بالمعادن مثل القصدير، مما يجعلها ذات أهمية استراتيجية كبيرة، وهي أبعد نقطة غربا تمكنت الحركة من الوصول إليها في تقدمها غير المسبوق هذا العام.

أجبر تقدم المتمردين الشركة المشغلة لمنجم “بيسي” للقصدير على تعليق عملياتها الأسبوع الماضي بعد اقترابهم لمسافة 60 كيلومتراً من موقع المنجم، مما يعكس حجم التهديد الذي يفرضه هذا التوغل على الأنشطة الاقتصادية في المنطقة.

يقع سكان واليكالي البالغ عددهم نحو 15 ألف نسمة في حالة خوف دائم بسبب تزايد حدة الاشتباكات في المنطقة، في حين يبعد مركز البلدة عن مدينة غوما، أكبر مدن شرق الكونغو، نحو 125 كيلومتراً.

هذا الصراع المتصاعد دفع الدول المجاورة والقوى الدولية إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية في محاولة لوقف ما يبدو أنه يتجه ليصبح أسوأ أزمة تشهدها شرق الكونغو منذ الحرب التي اندلعت بين عامي 1998 و2003، والتي تورطت فيها عدة دول إقليمية.

اتهمت الأمم المتحدة رواندا بدعم متمردي “إم 23” عبر تزويدهم بالأسلحة والقوات، لكن رواندا نفت هذه المزاعم وأكدت أن جيشها يتصرف فقط دفاعاً عن النفس في مواجهة جيش الكونغو الديمقراطية وبعض المليشيات التي تأسست من قبل مرتكبي الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.

رغم الجهود المبذولة لعقد مفاوضات مباشرة بين حكومة الكونغو وحركة “إم 23″، والتي كانت مقررة أن تبدأ الثلاثاء في أنغولا،

إلا أن هذه المحادثات فشلت بعد انسحاب الحركة يوم الاثنين بسبب العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على بعض قادتها ومسؤولين روانديين.

تشير التطورات الميدانية إلى أن الحل السلمي للصراع يواجه تحديات كبيرة، في حين يستمر الوضع الأمني بالتدهور في شرق الكونغو الديمقراطية مع استمرار التوترات بين القوات الحكومية والمتمردين المدعومين من رواندا.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى