أم فلسطينية تحتضن جثمان طفلها بعد استشهاده وتصرخ أمانة ما تحطوه بالثلاجة سقعة

استمر القصف الإسرائيلي على قطاع غزة مخلفًا وراءه مشاهد مأساوية، حيث وثّق مقطع فيديو لحظات صادمة لأم فلسطينية تحتضن جثمان طفلها الوحيد بعد استشهاده في غارة جوية. جسدت اللقطات حجم الألم الذي يعيشه المدنيون في غزة جراء التصعيد العسكري المستمر.
أظهرت اللقطات الأم في حالة من الانهيار الكامل، وهي تحاول التصالح مع فكرة فقدان طفلها الذي انتظرته لمدة تسع سنوات. رفضت فكرة وضع جثمانه في الثلاجة،
مطالبة من حولها بصوت مليء بالدموع أن يتركوه دون تبريد حتى لا يشعر بالبرد، قائلة: “أمانة ما تحطوه بالثلاجة سقعة!”. عبرت كلماتها عن ألمها العميق ورفضها القبول بموته.
تحدثت الأم المكلومة بصوت يائس وسط جمع من المحيطين الذين حاولوا مواساتها وتهدئتها، لكنها بدت غارقة في حزن لا يمكن السيطرة عليه. سُمعت تقول منهارة: “والله ماني قادرة أقوم”،
مشيرة بندمها إلى أنها تتمنى لو لم تسمح لطفلها بالخروج من المنزل في ذلك اليوم. صرخت قائلة: “يا ريتني ما طلعتك، يا ريتني”، معبرة عن أملها لو أنها احتفظت به آمناً بعيداً عن الخطر.
وسط صرخاتها واستغاثتها بالمحيطين بها، قالت الأم بحسرة: “والله يما ما ليا غيرك، ولا طلبتك من الله عوض”. جسد هذا المشهد مدى الحزن والأسى الذي يعيشه أهالي القطاع نتيجة الخسائر البشرية الناتجة عن التصعيد الإسرائيلي.
تواصلت محاولات الحاضرين لتهدئة الأم المكلومة، ولكن حجم الكارثة بالنسبة لها كان أكبر من أن تُحتمل. على الرغم من محاولات المحيطين بمواساتها، فإن صدمة فقدان الابن الوحيد بدت جليّة على وجهها وصوتها، حيث لم تتوقف عن البكاء وطلب النجدة من ألم الفقد.
في ظل هذه الأحداث، تجدّدت العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة فجر الثلاثاء بعد اختراق إسرائيل للهدنة التي تم التوصل إليها في يناير الماضي بوساطة قطرية مصرية وأميركية. جاء هذا التصعيد بمفاجأة غير متوقعة، مما أعاد القطاع إلى دائرة العنف من جديد بعد فترة من الهدوء النسبي.
أدى هذا التصعيد العسكري إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، في حين تعيش العائلات الفلسطينية في القطاع حالة من الرعب والخوف المستمر. دفعت هذه الغارات بالعديد من الأهالي إلى فقدان أحبائهم وتركهم غارقين في مأساة لا تعرف لها نهاية.
تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية وسط دعوات دولية بضرورة وقف التصعيد وضمان حماية المدنيين، إلا أن الوضع الميداني في غزة لا يزال محفوفاً بالمخاطر، مع استمرار الغارات الجوية والقصف المدفعي على أحياء القطاع.
يُذكر أن هذا التصعيد الأخير يأتي في ظل توترات مستمرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، حيث تُعتبر غزة ساحة للصراع المستمر منذ سنوات، مع سقوط العديد من الضحايا جراء هذا الصراع الذي لا يبدو أنه سينتهي قريباً.