تحذير متزايد من الحشد العسكري المصري في سيناء وتداعياته على العلاقات المصرية الإسرائيلية

حذر العميد (احتياط) بالجيش الإسرائيلي داني فان بيرن مرارًا وتكرارًا من ما وصفه بالحشد العسكري المصري في شبه جزيرة سيناء، مشيرًا إلى أن هذا التصعيد المقلق يتطلب استعدادًا عاجلاً من الجانب الإسرائيلي.
أثار هذا التحذير حالة من الاهتمام لدى الأوساط العسكرية والسياسية في إسرائيل، التي ترى في هذا التوتر تطورًا غير مسبوق في المنطقة.
اتهم فان بيرن الجيش المصري بانتهاك بنود اتفاقية كامب ديفيد، التي تُعد إحدى الركائز الأساسية للعلاقات المصرية الإسرائيلية منذ توقيعها.
دعا فان بيرن إسرائيل إلى تعزيز قدراتها العسكرية واللجوء إلى الدعم الأمريكي للضغط على القاهرة لإيقاف هذا الحشد العسكري.
رأى أن هذا التحرك يشكل تهديدًا على الأمن القومي الإسرائيلي، مطالبًا الحكومة باتخاذ خطوات جادة لمنع تفاقم الأوضاع.
شدد فان بيرن في حديثه على أهمية الاستعداد للمواجهة المحتملة في غزة، معتبرًا أن الصراع مع حركة حماس لم ينته بعد وأن العودة إلى غزة قد تكون حتمية.
أكد أن هناك تعارضًا واضحًا بين الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل وحماس، حيث تسعى إسرائيل إلى تدمير الحركة، بينما تستمر حماس في نضالها للبقاء. توقع استمرار التوترات في القطاع ما لم يتم إيجاد حل جذري للصراع المستمر.
انتقد فان بيرن بشكل مباشر الأداء العسكري الإسرائيلي خلال العام الماضي، معتبرًا أن الجيش الإسرائيلي قد أخفق في تحقيق أهدافه الاستراتيجية، خاصة في مواجهته لحماس.
أشار إلى أن هذا الإخفاق يعود إلى غياب قرار واضح وصريح لهزيمة الحركة بشكل نهائي، بالإضافة إلى تبني استراتيجيات عسكرية خاطئة تركزت على الغارات الجوية بدلاً من السيطرة الميدانية على الأرض.
انتقد فان بيرن تقليص القوات البرية في الجيش الإسرائيلي، وهي سياسة قال إنها بدأت في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، الذي كان يروج لفكرة “الجيش الصغير والذكي”.
رأى أن هذا التقليص أثر سلبًا على قدرات الجيش الإسرائيلي في مواجهة التهديدات الحالية، خاصة في ظل تزايد الحشود العسكرية في مناطق قريبة من الحدود.
اتهم فان بيرن هيئة الأركان العامة الإسرائيلية بعدم إظهار العزيمة الكافية لهزيمة أعداء إسرائيل، معربًا عن قلقه من تركيز الجيش بشكل مفرط على العمليات الخاصة.
رأى أن هذا التوجه جاء على حساب القدرة التقليدية على المناورة واحتلال الأراضي، وهو ما يضعف من قدرة إسرائيل على التعامل مع التهديدات المتزايدة في المنطقة.
أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي قد تحول إلى “دورية موسعة لهيئة الأركان العامة” بدلاً من التركيز على تطوير القدرات الاستراتيجية الأوسع.
اختتم فان بيرن حديثه بتوجيه تحذير أخير، داعيًا القيادة العسكرية والسياسية في إسرائيل إلى إعادة النظر في استراتيجياتها وتحديد أولوياتها بشكل أكثر وضوحًا، لمواجهة التحديات المتزايدة في الشرق الأوسط.