أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى على موقعها الرسمي من قبل أمانة الفتوى ردًا على سؤال حول قدرة المسلم على التغلب على الحاجات والأهواء أثناء الصيام.
تم توجيه هذا السؤال إلى دار الإفتاء بهدف توضيح كيف يمكن للصيام أن يساعد المسلم في التحكم برغباته وأهوائه.
أجابت دار الإفتاء موضحة أن الصيام هو عبادة مشروعة في الإسلام تهدف إلى تقوية إرادة المسلم وتعزيز قدرته على ضبط نفسه.
يؤدي الصائم فروض الصيام امتثالاً لتعاليم الشرع، وبالتالي يثبت قدرته على التغلب على حاجاته وشهواته. تتحقق هذه القدرة عندما يلتزم المسلم بآداب الصيام ويتخلق بأخلاق الصائمين،
مما يجعل الصيام عادة تثمر في نهاية المطاف بقدرة المسلم على التحكم بنفسه. يتحقق هذا الهدف من خلال كسر الشهوة والسيطرة على الرغبات بفضل الصيام.
يُعتَبر الصيام وسيلة فعالة تساعد المسلم على ضبط رغباته وتنظيم احتياجاته اليومية. يُدرِّب الصيام المسلم على كبح الشهوات، ليس فقط المتعلقة بالطعام والشراب،
بل أيضًا شهوات النفس المتعلقة بالغضب والجدال وغيرهما من الأمور التي تفسد الصيام. ومع مرور الوقت، يتحول الصيام إلى عادة تُعزز من قدرة المسلم على مقاومة الأهواء اليومية.
يتمكن المسلم من الاستفادة من الصيام من خلال التزامه بالآداب المتعلقة به، مثل الصبر والتحمل، حيث يُعلم الصيام المسلم أهمية الانضباط الشخصي.
يسهم الصيام في تهذيب النفس وزيادة التركيز على الجوانب الروحية أكثر من المادية. من خلال الصيام، يكتسب المسلم عادات جديدة تساعده على مقاومة الرغبات والشهوات بشكل أكثر فعالية في حياته اليومية.
تؤكد دار الإفتاء المصرية أن للصيام فوائد عظيمة على المستوى الروحي والبدني، إذ يسهم في تهذيب النفس ورفع مستوى الإيمان.
يُدرِّب الصوم المسلم على تنظيم حياته والتخلص من العادات السيئة التي تؤثر سلبًا على علاقته بالله والناس. يتطلب الصيام صبرًا كبيرًا، وهو ما ينعكس إيجابًا على قدرة المسلم على مواجهة التحديات اليومية التي تتطلب صبرًا وتحملًا.
تُشير دار الإفتاء إلى أن الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو امتناع عن كل ما يسيء للصائم، سواء كان ذلك بالكلام أو الأفعال.
من خلال الصيام، يتعلم المسلم كيف يحافظ على هدوءه وابتعاده عن كل ما يعكر صفو يومه. يؤدي ذلك إلى تحقيق الهدوء النفسي وزيادة التركيز على العبادة والعمل الصالح.
تختم دار الإفتاء فتواها بالتأكيد على أن الصيام يُعد وسيلة لتقوية الإرادة والإيمان. يُمكن المسلم من تحقيق التوازن بين احتياجاته الجسدية والروحية. يعين الصيام المسلم على مقاومة أهوائه، مما يجعله أكثر قدرة على ضبط نفسه في مختلف مجالات الحياة.
