إسرائيل تغلق معبر رفح وتفاقم الوضع الإنساني في غزة مع تصعيد الهجمات

قررت تل أبيب، حسب ما أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إغلاق معبر رفح بقرار من وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس.
تمنع إسرائيل منذ اليوم خروج المرضى من قطاع غزة، إذ أغلق المعبر الذي كان يستخدمه حوالي 50 مريضًا وجريحًا يوميًا للمرور إلى مصر. يأتي هذا القرار ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرًا.
أبقت إسرائيل معابر رئيسية أخرى، مثل معبر إيرز وكرم أبو سالم، مغلقة منذ ما يقرب من أسبوعين، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني في القطاع.
تستمر هذه الإجراءات في تصعيد التوتر مع الفصائل الفلسطينية، حيث لم تُظهر أي نية للتراجع عن إغلاق المعابر رغم الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في غزة.
صرح مصدر أمني لإحدى وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن الحكومة الإسرائيلية تعتزم العودة إلى التفاوض مع الجانب الفلسطيني تحت ظروف إطلاق النار المستمرة، حتى التوصل إلى اتفاق يهدف إلى إطلاق سراح الأسرى المحتجزين.
تبرز هذه المرحلة الجديدة من المفاوضات كخطوة حاسمة نحو التوصل إلى صفقة تبادل جديدة تشمل الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل.
أصدر الجيش الإسرائيلي، ضمن خطواته المتواصلة لتشديد الخناق على غزة، تحذيرات عاجلة لسكان مناطق في شرق وشمال القطاع.
دعا الجيش سكان مناطق بيت حانون وخربة خزاعة وعبسان الكبيرة والجديدة إلى إخلاء منازلهم فوراً. وجه الجيش تحذيراته إلى هؤلاء السكان وطالبهم بالتوجه إلى مناطق الإيواء المؤقتة في غرب غزة وخان يونس.
أكد الجيش الإسرائيلي في بيانه أن هذه المناطق أصبحت “مناطق قتال خطيرة”، وأنه بدأ بالفعل هجومًا موسعًا عليها.
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” عن تعرض خيام ومنشآت تؤوي عائلات نازحة في غزة للقصف الإسرائيلي.
تضررت المخيمات التي تأوي هذه العائلات بشكل كبير، مما يزيد من صعوبة الوضع الإنساني في القطاع. أشارت مصادر صحفية إلى استهداف مخيم المواصي في مدينة خان يونس، وهي المنطقة التي دعا الجيش الإسرائيلي سكان شرق غزة للتوجه نحوها.
أسفرت الغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة عن مقتل أكثر من 356 فلسطينيًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق ما أفادت به مصادر طبية.
تستمر هذه الهجمات في إلحاق خسائر بشرية جسيمة وتزيد من معاناة السكان الذين يعيشون تحت ظروف إنسانية متدهورة. يعاني القطاع من نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية نتيجة استمرار إغلاق المعابر، مما يفاقم من الوضع الصحي والاقتصادي المتردي للسكان.
بالتزامن مع التصعيد العسكري، يتزايد الضغط الدولي على إسرائيل لإيجاد حل سلمي سريع لهذه الأزمة المتفاقمة.
تصاعدت الدعوات لوقف فوري لإطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع، إلا أن إسرائيل لم تصدر حتى الآن أي مؤشرات على استعدادها للتجاوب مع هذه المطالب.
تستمر إسرائيل في تنفيذ خططها العسكرية في ظل أوضاع إنسانية كارثية تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، مما يعكس تعقيدات الوضع القائم والمستقبل الغامض للمدنيين في غزة.