مقالات ورأى

نادر فتوح يكتب: عودة الوجه القبيح للاحتلال.. متى يستيقظ الضمير العالمي؟!

لم تكن الهدنة التي وُقعت قبل أشهر سوى حبر على ورق، فكما هي العادة، لا يلتزم الاحتلال الإسرائيلي بأي عهد ولا يحترم أي اتفاق، وبينما كانت الأوضاع تهدأ نسبيًا، عاد الاحتلال ليكشف عن وجهه القبيح مرة أخرى.

لم يطل صبره كثيرًا، ولم تدم التهدئة طويلًا، فسرعان ما انقض على غزة، ناقضًا العهد وخائنًا كعادته للوعد، صواريخ الاحتلال عادت لتُمطر القطاع، مستهدفة الأبرياء، مخلفةً وراءها مشاهد الدمار والدماء، وكأن الركام بات العنوان الدائم للمدينة الصامدة.

في لحظات، تحولت شوارع غزة إلى ميادين حرب جديدة. القصف الإسرائيلي استهدف الأحياء السكنية والمنازل المُهدمة، مخلّفًا وراءه عشرات الضحايا من الأطفال والنساء.

أجساد تحت الأنقاض، وصراخ يتردد في أرجاء المدينة، بينما تستمر الغارات بلا توقف. الاحتلال يواصل جرائمه المعتادة، غير مكترث بأي قانون دولي أو ضمير إنساني، فيما المجتمع الدولي يكتفي ببيانات التنديد المعتادة، التي لم تمنع قنبلة من السقوط ولم تحقن دماء طفل واحد.

مرةً أخرى، يثبت الاحتلال أنه لا يعرف سوى لغة القوة، فبعدما وقع على الهدنة بيد، نقضها بالأخرى، وكأنه كان يعد العدة لضربة أكثر دموية. لم تكن الهدنة بالنسبة له سوى استراحة تكتيكية، استغلها ليعيد ترتيب أوراقه والاستعداد لعدوان جديد. هذه ليست المرة الأولى التي يخون فيها الاحتلال الاتفاقات، ولن تكون الأخيرة، فمنذ ظهوره، لم يحترم أي عهد ولم يلتزم بأي وعد.

ورغم كل ما يحدث، تبقى غزة عنوان الصمود. الاحتلال قد يقتل الأجساد، لكنه لن يستطيع قتل القضية. المقاومة لم تتوقف، ولن تتوقف، فهي ليست مجرد سلاح يُحمل، بل هي عقيدة وإيمان بحقوق لا يمكن التنازل عنها. وكل قطرة دم تُراق اليوم، ستُسجل في صفحات التاريخ، لتُصبح وقودًا للغد.

غزة لن تركع، مهما زاد القصف، ومهما بلغ الغدر، لأن القضية الفلسطينية ليست مجرد ملف سياسي، بل هي حق ثابت، لن يُمحى لا بالقوة ولا بالإرهاب الإسرائيلي. وكما أثبت التاريخ، فإن الشعوب التي تقاوم لا تخسر، بل تكتب مستقبلها بدماء الشهداء وصمود الأحياء.

ما يحدث اليوم ليس سوى تأكيد جديد على أن الاحتلال لا يؤمن إلا بسياسة القتل والقمع، والهدنة لم تكن سوى فاصل زمني، عاد بعده الاحتلال ليواصل عدوانه. لكن كما في كل مرة، ستظل غزة صامدة، وستبقى المقاومة مستمرة، لأن الحقوق لا تسقط بالتقادم، والقضية لا تُمحى بالتواطؤ الدولي.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى