خطة دولية لإعادة إعمار غزة ونشر قوات حفظ سلام لتحقيق الدولة الفلسطينية

بحث وزير الخارجية بدر عبدالعاطي مع عدد من السفراء الأجانب وممثلي الهيئات والمنظمات الدولية إمكانية نشر قوات دولية في قطاع غزة والضفة الغربية، وذلك في إطار برنامج زمني يهدف إلى تأسيس دولة فلسطينية مستقلة.
عرض الوزير خطته لإعادة إعمار غزة وأكد على ضرورة وجود عدة عوامل رئيسية لتحقيق النجاح الكامل للخطة، أبرزها تثبيت وقف إطلاق النار في القطاع وإدارة مرحلة التعافي المبكر، مع ضمان أن تكون هذه الجهود ملكية فلسطينية بحتة، مشيرًا إلى أن إعادة الإعمار ينبغي أن تتم بطريقة تشمل جميع الأراضي الفلسطينية.
ناقش عبدالعاطي تفاصيل خطة إعادة الإعمار من خلال عرض مرئي تم تقديمه من مقر وزارة الخارجية، حيث شدد على أهمية عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة بشكل فعلي لأداء دورها الكامل، مع تأسيس لجنة مستقلة لإدارة شؤون القطاع خلال الفترة الانتقالية.
عملت هذه اللجنة على أن تكون غير فصائلية وتحت إدارة الحكومة الفلسطينية لضمان إدارة مستقلة وفعالة للقطاع، وبهدف استعادة الوضع الطبيعي في غزة وربطها بشكل أكبر بالضفة الغربية كجزء أساسي من الأراضي الفلسطينية.
أكد الوزير على أن الجهود المصرية والأردنية بدأت بالفعل بتدريب عناصر من الشرطة الفلسطينية تمهيدًا لنشرهم في قطاع غزة، بهدف تعزيز الأمن والنظام في القطاع بعد عودة السلطة الفلسطينية.
تعتبر هذه الخطوة أساسية لضمان استقرار الوضع في غزة، حيث يسهم ذلك في تمكين السلطة من بسط نفوذها وإعادة بناء المؤسسات الأمنية والاقتصادية في القطاع.
وأشار وزير الخارجية إلى أن هناك مقترحات دولية تتعلق بتأسيس وجود دولي في الأراضي الفلسطينية، وهو أمر قد يتبناه مجلس الأمن من خلال إصدار قرار بنشر قوات دولية لحفظ السلام أو قوات حماية دولية.
يرى الوزير أن وجود هذه القوات سيكون له تأثير إيجابي في حماية الشعب الفلسطيني وضمان عدم تكرار التصعيدات العسكرية بين الطرفين.
كما أوضح أن هذه القوات يجب أن تتمتع بتفويض واضح من الأمم المتحدة وتعمل وفقًا لخطة زمنية محددة تساهم في تحقيق الهدف النهائي، وهو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على كامل الأراضي المحتلة.
شدد عبدالعاطي على أهمية الدعم الدولي والإقليمي لهذه الخطة، حيث أشار إلى أن مصر تعمل حاليًا على تنظيم مؤتمر دولي في القاهرة بهدف جمع التمويل اللازم لإعادة إعمار غزة وتنفيذ الخطط المعتمدة.
يتوقع أن يساهم هذا المؤتمر في تأمين المساعدات المالية والتقنية التي تحتاجها فلسطين لمواصلة عملية الإعمار وتحقيق الاستقرار في قطاع غزة.
ختامًا، أكد وزير الخارجية أن النجاح في تنفيذ خطة إعادة إعمار غزة يعتمد بشكل أساسي على التعاون الدولي والإقليمي، بالإضافة إلى ضمان وقف دائم لإطلاق النار.