تقاريرفتوى ودين

حكم الحلف باليمين الكاذب وتأثيره على المجتمع في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي

شهدت المجتمعات المعاصرة ظاهرة انتشار الحلف باليمين بشكل لافت خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مما أثار تساؤلات حول حكمه وآثاره.

وقد أوضح الدكتور حسام الدين عفانة في حلقة جديدة من برنامج سلسلة “يسألونك” المذاع علي قناة الجزيرة مجموعة من الأحكام الفقهية المتعلقة بهذه المسألة حيث تناول خطورة الحلف بالله سواء كان الحالف صادقًا أو كاذبًا.

ناقش عفانة، وهو أستاذ الفقه والأصول سابقا في جامعة القدس، ما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة المتعلقة بالحلف.

وذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر من الحلف حتى لو كان الشخص صادقًا في قوله، مستشهدا بحديث “الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة”. يوضح الحديث أن الحلف قد يزيد من مبيعات التاجر لكنه يزيل البركة من رزقه.

أشار إلى أن الحلف الكاذب أكثر خطورة. وضح عفانة أن الحلف الكاذب يُعتبر من كبائر الذنوب، لما فيه من تضليل للناس وخداعهم، مستدلاً بحديث آخر يبين أن التجار الذين لا يتقون الله ويكثرون من الحلف الكاذب سيبعثون يوم القيامة كفجار.

أكد أن الحلف المتكرر يعكس أزمة ثقة بين الناس، حيث يلجأ البعض إلى القسم من أجل إثبات صدقهم. وأعرب عن أسفه إزاء انتشار هذه الظاهرة بين التجار خاصة،

موضحًا أن تكرار الحلف أصبح مألوفًا في المعاملات اليومية، سواء كانت بين الأفراد أو الشركات، وهو ما يؤدي إلى خلل في العلاقات الاجتماعية والاقتصادية.

استنكر عفانة الممارسات التي يقوم بها البعض في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتم استخدام الحلف بالله في سياقات غير صحيحة أو لتحقيق مكاسب شخصية.

أشار إلى أن هذا الأمر ليس مقصورًا على فئة معينة بل انتشر بين أفراد المجتمع بشكل عام، مما زاد من حالات التضليل والمبالغة في المعلومات المقدمة.

بين أن كفارة الحلف الكاذب تكون بالصدقة، مع ضرورة التوبة النصوح لله تعالى، داعياً إلى إعادة النظر في تلك الممارسات وتجنب الحلف في الأمور الدنيوية.

شدد على أهمية الالتزام بالصدق في القول والعمل، سواء في الواقع أو على وسائل التواصل الاجتماعي، حفاظًا على الأمانة والثقة المتبادلة بين الناس.

أوضح أن الإسلام يحث على تقوى الله في جميع المعاملات، مؤكدًا أن من يتق الله في تجارته وأفعاله سيبارك له الله في رزقه. وأضاف أن التاجر الذي يلتزم بالصدق ولا يحلف كذبًا يكون من الناجين يوم القيامة.

اختتم حديثه بالدعوة إلى التحلي بالقيم الإسلامية السامية، لا سيما في التعاملات المالية والمجتمعية، مشددًا على أن حسن المعاملة مع الناس يأتي في مقدمة ما يحبه الله ورسوله، ويجب أن يكون الهدف الرئيسي لكل مسلم.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى