انسحاب القوات الأوكرانية من كورسك وإقالة رئيس الأركان وتصاعد التوتر بين روسيا والناتو

أكدت القوات الأوكرانية انسحابها الكامل من منطقة كورسك الروسية وتواصل روسيا التهديدات تجاه قوات الناتو حيث انسحبت القوات الأوكرانية بشكل كامل من كافة أراضي منطقة كورسك الروسية التي كانت قد دخلتها في أغسطس الماضي ضمن واحدة من أبرز معارك الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.
جاء هذا الانسحاب في أعقاب هجوم مضاد نفذته القوات الروسية الشهر الجاري، ما أدى إلى تقليص المساحة التي كانت تحت سيطرة أوكرانيا في غرب روسيا إلى حوالي 110 كيلومترات مربعة مقارنة بأكثر من 1368 كيلومترًا مربعا في العام الماضي وفقًا لخرائط مفتوحة المصدر.
شنّت القوات الروسية هجوما مضادا مكثفا على المواقع الأوكرانية، وتمكنت من طردها إلى الحدود في بعض المواقع.
أكد المدون الروسي المؤيد للحكومة يوري بودولياكا أن القوات الأوكرانية حاولت الرد على الهجوم الروسي، إلا أنها لم تتمكن من الثبات وتراجعت في أغلب المناطق. رغم هذا، تستمر معارك شرسة بين الجانبين حيث تسعى القوات الأوكرانية لاستعادة مواقعها.
صعّدت القوات الروسية من هجماتها في منطقة كورسك وحققت مكاسب ميدانية سمحت لها بتهديد منطقة سومي الأوكرانية، وفقًا للمدون الروسي المعروف باسم “تو ميجورز”.
وأشار إلى أن القوات الأوكرانية تعزز دفاعاتها في تلك المنطقة منذ فترة طويلة لتجنب فقدان المزيد من الأراضي.
أقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رئيس أركان القوات المسلحة أناتولي بارغيليفيتش، وعيّن الجنرال أندريه غناتوف خلفًا له لتعزيز كفاءة الجيش الأوكراني وتنفيذ قرارات القائد الأعلى.
جاءت هذه الإقالة في ظل التراجع الأوكراني في منطقة كورسك والضغوط التي تواجهها القوات الأوكرانية في جبهات عدة.
وأعلن وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف أن هذا التغيير يأتي ضمن خطة لتعزيز الكفاءة القتالية في صفوف الجيش الأوكراني.
شهدت منطقة كورسك عمليات قتالية مستمرة، حيث أقترح قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي في وقت سابق انسحاب القوات الأوكرانية بعد تزايد الخسائر وصعوبة الموقف الميداني.
في المقابل، نشرت هيئة أركان الجيش الأوكراني خرائط توضح أن القوات الأوكرانية لم تعد منتشرة في مدينة سودجا، التي كانت أهم موقع تحتله في المنطقة.
في سياق آخر، هدد الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف بالتصعيد العسكري ضد حلف شمال الأطلسي (الناتو) إذا استمرت الدول الأوروبية في خططها لنشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا.
وجاء هذا التهديد بعد اقتراح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنشاء “ائتلاف من الراغبين” لإرسال قوات لحفظ السلام إلى أوكرانيا لتأمين وقف إطلاق النار.
ردًا على ذلك، صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن مسألة نشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا تعتمد على طلب كييف، مؤكدًا أن أوكرانيا دولة ذات سيادة.