تقاريرصحافة دولية

الضربات الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن تسفر عن مقتل 39 شخصاً

شنت القوات الأميركية، فجر الأحد، عمليات عسكرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، حيث واصلت الهجمات التي تستهدف مواقع الجماعة، وفقاً لتصريحات صادرة عن القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM).

تعهدت الولايات المتحدة بتوسيع نطاق عملياتها في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، بما في ذلك استهداف البنية التحتية العسكرية والمواقع الحيوية التي تمثل تهديداً مباشراً للملاحة الدولية في البحر الأحمر.

أكدت القيادة المركزية في تدوينة عبر حسابها على “إكس” استمرار العمليات ضمن جهودها لحماية الملاحة الدولية من التهديدات المتزايدة التي يشكلها الحوثيون، وأرفقت القيادة مقاطع فيديو توثق الهجمات الأخيرة على مناطق متعددة في اليمن.

تعهدت القيادة بالحفاظ على أمن السفن التجارية والعسكرية في المنطقة حتى تتمكن من تحقيق الأهداف المرجوة من الحملة.

استهدفت الغارات الأميركية حتى الساعة الثالثة والنصف بالتوقيت المحلي العديد من المواقع العسكرية في صنعاء وصعدة ومناطق أخرى، حيث قصفت الطائرات مواقع تمركز الحوثيين.

تركزت الهجمات على أحياء شعوب والتلفزيون والمطار، بالإضافة إلى محيط معسكر الأمن المركزي سابقاً في صنعاء.

كما استهدفت مواقع في جبل ثرة بمديرية مكيراس بمحافظة البيضاء ومنطقة الشغف التابعة لمحافظة صعدة، مما أسفر عن وقوع خسائر كبيرة في صفوف الحوثيين.

تسبب القصف الأميركي في مقتل 17 شخصاً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، حسبما أفادت مصادر محلية. وأشارت جماعة الحوثيين إلى أن الضحايا توزعوا على مديريات شعوب وصعدة، مؤكدين أن الغارات استهدفت مناطق سكنية.

وفي المقابل، بررت القيادة المركزية الأميركية هذه الضربات بأنها ضرورية لحماية الملاحة الدولية وردع هجمات الحوثيين المستمرة.

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في بيان، أن الحوثيين شنوا حملة شرسة من الهجمات والقرصنة على السفن والطائرات الأميركية، مشيراً إلى أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه التهديدات.

وتعهد باستخدام “قوة قاتلة ساحقة” لضمان عدم تكرار هذه الهجمات. كما أوضح ترمب أن الهجمات تهدف إلى ضمان حرية الملاحة في الممرات البحرية الدولية، التي تتأثر سلباً نتيجة تحركات الحوثيين.

أوضح ترمب أن العمليات العسكرية تشمل هجمات جوية وبحرية على مواقع الرادارات والدفاعات الجوية التابعة للحوثيين، إضافة إلى استهداف أنظمة الصواريخ والطائرات المسيرة.

وتأتي هذه العمليات في سياق تحرك أميركي واسع النطاق لإعادة فرض السيطرة على الممرات المائية المهمة في البحر الأحمر.

ودعا ترمب إيران إلى وقف دعمها لجماعة الحوثيين، محذراً من أن واشنطن لن تتهاون في تحميل طهران المسؤولية في حال استمرار تدخلها.

كما أكدت الولايات المتحدة أن العمليات في اليمن ترسل رسالة واضحة لإيران بأن دعمها المستمر للحوثيين سيقابل بعقوبات ورد عسكري حاسم.

وفي هذا السياق، أوضح مسؤولون أميركيون لصحيفة “نيويورك تايمز” أن العمليات تستهدف أيضاً فتح ممرات الشحن الدولية المتأثرة بالصراع.

وأشاروا إلى أن البحر الأحمر يعاني من توترات منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ تدابير عسكرية لردع التهديدات المحتملة.

استمرت جماعة الحوثيين في تحذيراتها من استهداف السفن التجارية، معلنة أنها ستواصل عملياتها البحرية رغم الهجمات الأميركية.

وهددت الجماعة بأنها ستستهدف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب ومضيق باب المندب، إذا لم تتراجع إسرائيل عن إجراءاتها تجاه قطاع غزة.

وكانت جماعة الحوثيين قد صعدت من هجماتها على السفن في نوفمبر 2023، متضامنة مع الفلسطينيين خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.

ووفقاً لتقارير إعلامية، تسببت هذه الهجمات في إرباك حركة الشحن الدولي، حيث أجبرت الشركات البحرية على تغيير مساراتها إلى طرق أكثر تكلفة وطولاً.

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في وقت سابق تصنيف جماعة الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، مؤكدة أن هذا القرار يأتي في إطار سعيها لفرض عقوبات اقتصادية قاسية على الجماعة.

وأوضحت الوزارة أن تصنيف الحوثيين بهذا الشكل يهدف إلى الحد من قدراتهم العسكرية والمالية التي تستخدمها الجماعة لتهديد أمن المنطقة.

وأفادت تقارير بأن العمليات العسكرية الأميركية امتدت لتشمل مناطق في محافظة ذمار وسط اليمن، حيث استهدفت الغارات مواقع تابعة لجماعة الحوثيين في وسط المدينة.

كما استمرت الهجمات في محافظتي صنعاء وصعدة، بينما تم رصد تحركات عسكرية حوثية في محافظة الحديدة الساحلية التي تعد منطلقاً للهجمات البحرية على السفن التجارية.

رغم التوسع في العمليات العسكرية، لم تستهدف الولايات المتحدة حتى الآن محافظة الحديدة، لكنها أشارت إلى أن هناك خططاً لاستهداف مواقع أخرى في القريب العاجل.

ويبدو أن القوات الأميركية عازمة على استهداف منصات إطلاق الصواريخ التي نصبتها جماعة الحوثيين في تلك المناطق.

وفي تطور ميداني آخر، أطلقت جماعة الحوثيين تهديدات جديدة بمواصلة هجماتها على السفن في البحر الأحمر، حيث تؤكد أن هذه العمليات تهدف إلى كسر الحصار على قطاع غزة.

ومع استمرار التصعيد، تشير التوقعات إلى أن الصراع سيستمر لعدة أسابيع، مع توقعات بزيادة الضغط العسكري على جماعة الحوثيين.

أعلنت وسائل إعلام حوثية أن الضربات الأميركية أسفرت عن مقتل 39 شخصاً، بينهم عدد من القيادات البارزة.

وأكدت التقارير أن الغارات استهدفت مواقع رئيسية للحوثيين في صنعاء وصعدة، بينما تواصل الولايات المتحدة عملياتها الجوية والبحرية ضد الجماعة، بهدف حماية مصالحها وتأمين الملاحة الدولية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى