ماكرون يجدد التزام فرنسا بدعم لبنان ويمهد لزيارة رئاسية في باريس

أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اتصالًا هاتفيًا برئيس الوزراء اللبناني نواف سلام. تأتي هذه الخطوة في وقت يواجه فيه لبنان تحديات كبيرة على المستوى الاقتصادي والسياسي، ما يُبرز أهمية الدعم والانفتاح الدولي على البلاد.
خلال الاتصال، هنّأ ماكرون حكومة سلام على جهودها المبذولة لتعزيز وحدة لبنان وأمنه واستقراره، فضلًا عن تركيزها على الإصلاحات الهيكلية والإعمار. ويُعَد هذا التواصل استمرارًا لالتزام فرنسا طويل الأمد بتقديم المساندة للبنان في مواجهة التحديات المتفاقمة، وفي مقدمتها الأزمة الاقتصادية التي صنّفها البنك الدولي ضمن الأسوأ على مستوى العالم في العصر الحديث.
وأكد ماكرون أنّ هذه الإصلاحات تتطلب دعمًا دوليًا متكاملًا لتعزيز مساعي الحكومة اللبنانية، مشيرًا إلى استعداد فرنسا للمضي قُدمًا في توفير كل سُبل المساعدة الممكنة. كما حرص ماكرون على إبراز أهمية السير قدمًا بمشاريع إعادة الإعمار، وتحريك عجلة الاقتصاد بما يعود بالنفع على جميع فئات المجتمع اللبناني.
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الفرنسي أنّ نظيره اللبناني جوزاف عون سيزور باريس في 28 مارس/ آذار الجاري، في أوّل زيارة رسمية له منذ توليه منصبه في يناير/ كانون الثاني الماضي. وتمثّل هذه الزيارة فرصة لبحث مزيد من التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين، لاسيّما مع حكومة نواف سلام التي نالت ثقة مجلس النواب بأغلبية 95 صوتًا من أصل 128، بعد مشاورات دامت أكثر من ثلاثة أسابيع.
شهد لبنان فراغًا رئاسيًا استمرّ لأكثر من عامين، إلى أن تمكّن البرلمان من انتخاب عون رئيسًا بدعم 99 نائبًا، ما أعطى دفعة جديدة للعملية السياسية في البلاد. وبالرغم من التحديات الكبيرة الناجمة عن تدهور قيمة العملة الوطنية، فإنّ باريس أكدت عزمها مواصلة جهودها لإنقاذ لبنان من التدهور وإعادة الثقة في مؤسساته وعلى رأسها مؤسسة الرئاسة والحكومة.
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون:
“أثمّن جهود الحكومة اللبنانية في ترسيخ الاستقرار وتحقيق الإصلاحات المطلوبة، ونحن في فرنسا سنظل ملتزمين بقوة بدعم لبنان على كافة الأصعدة.”
من جانبه، صرّح رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام:
“نعوّل على عمق العلاقات التاريخية مع فرنسا ونؤكّد أنّ الشراكة بيننا ستسهم بشكل فاعل في دفع عجلة الإعمار والنهوض بالاقتصاد اللبناني.”