
زمنٌ باتت فيه الأحلامُ تُولدُ في أرجاءٍ قاحلة، وقيودٌ تُطوّقُ حركتها، وتشريعاتٌ تُحاصرُ نشأتَها. هنا يبرزُ حزبان، حزب الوعي وحزب العدل، ومعهما الحزب الليبرالي المصري تحت التأسيس حاملين مشاعلَ النورِ في ليلِ السياسةِ الحالِكة.

علاقاتٌ تتجاوزُ التقاربَ الفكري، فهذه الأحزابُ أبناءُ زمنٍ واحد، خرجت من رحمِ معاناةِ الحياةِ الحزبيةِ المصرية، التي تعيشُ تحتَ وطأةِ التجفيفِ الممنهجِ للمواردِ السياسية، وقيودٍ تُفرضُ بلا هوادةٍ على حركتها. وكما تتشابهُ ظروفُ النشأة، تتلاقى كذلك القيادات.. باسل عادل في الوعي، عبد المنعم إمام وشادي العدل في العدل، وكلّهم من رموز ثورة يناير، ومن شباب حزب الغد وغد الثورة.

الوعي يحملُ رايةَ الليبراليةِ بوضوح، ويُعزِّزه وجودُ شخصياتٍ شابةٍ من قلبِ المشهدِ الليبرالي، يتقدّمُهم حسام حسام علي. إطلاقُ الليبرالي المصري تحت التأسيس بقيادةِ أحدِ شبابِ ثورة يناير وحزب الغد شادي العدل، قد يُسهمُ في إنعاشِ الحركةِ الليبراليةِ المصرية. التحدي الأكبر الذي يواجهُ هذه الكياناتِ وقياداتِها لا يكمُنُ فقط في استمرارِ وجودِها، بل في قدرتِها على بلورةِ معارضة ليبراليةحقيقية. المعركةُ ليست داخلَ أروقةِ الأحزابِ فحسب، بل تمتدُّ إلى البرلمان، حيث يجلسُ عبدالمنعم إمام، وسبقَهُ باسل_عادل في تجربةٍ برلمانيةٍ تركت أثراً لا يُنكر.

يبقى السؤالُ الذي ستُجيبُ عنه الأيامُ المقبلة.. هل سيتمكّن الوعي والعدل والخزب المصري الليبرالي تحت التأسيس من تحويلِ الأداءِ البرلماني إلى حراكٍ حزبيٍّ حقيقيّ؟

هل ينجحُ المشروعُ في كسرِ جدارِ العُزلة المفروضةِ على المعارضة الشبابيةالجديدة، في ظلِّ سقف منخفض يضغطُ على أنفاسِ الحريات السياسيةالسياسية؟ الأيامُ القادمةُ ستكشفُ عن مآلاتِ هذه الأحداث، وهل يمكن أن تُزهرَ هذه البذورُ في أرضٍ تتعطّشُ لربيعٍ سياسيٍّ جديد.