
التاريخ لا يكذب، والأيام تُعيد رسم الحقيقة مهما حاول البعض طمسها أو إخفاءها.
خلف ركام السنين، في الخامس عشر من مارس، لم تولد مصر؛ فهي أزلية كالنيل. لكنها رفعت رأسها عاليًا، مُعلنةً استقلالها، مُحطمةً قيود الوصاية، ومُسطرةً أول فصول سيادتها في العصر الحديث.
كيف يُمحى من الوجدان يومٌ أُعلنت فيه #مصر دولةً مستقلة؟ كيف تُنسى اللحظة التي كُتب فيها أول سطرٍ في دفتر السيادة الوطنية؟
إن هذا اليوم لم يكن مجرد نقطةٍ في كتاب الزمن، بل كان البداية الحقيقية للدولة الحديثة. يومٌ دخلت فيه مصر عصبة الأمم، وافتتحت سفاراتها في العواصم الكبرى، ورفعت علمها مستقلةً، بلا شريكٍ أو وصيّ.
إن الدعوة لجعل هذا اليوم إجازةً رسمية ليست ترفًا ولا رفاهية، بل هي استحقاقٌ وطني، وتصحيحٌ لمسارٍ غاب عن الوعي الجمعي. فالأمم العظيمة تُخلّد لحظاتها الفارقة، وتمنح أجيالها القادمة شعورًا بالانتماء إلى تاريخٍ لم يُكتب عبثًا، بل سُطر بالدم والعرق والكفاح.
كل التحية والتقدير لأخي إيهاب الخولي، الذي أضاء لنا هذا اليوم، وأعاد إحياء ذكرى الاستقلال. إنه السياسي الوفدي والليبرالي، شريك الثورة، ورمزٌ من رموز العقل والحكمة، الذي ظل صوتًا حرًا، ومعبرًا عن طموحات جيلٍ لم يأخذ مكانه المستحق بعد.
أحبّه رغم الخلاف في الرأي أحيانًا، وأحييه وأقدره دوماً. أتمنى له دوام الصحة والعافية، وأن يظل كما عهدناه، منارةً للفكر الليبرالي، وصوتًا صادقًا للحق والحرية.