وفاة 40% من مرضى غزة بانتظار السفر للعلاج بسبب غياب الخدمات الصحية

تواجه غزة أزمة صحية حادة أدت إلى وفاة 40% من المرضى الذين ينتظرون السفر للعلاج خارج القطاع، وفق ما أكد مسؤول ملف إجلاء الجرحى والمرضى بوزارة الصحة في غزة، محمد أبو سلمية.
يُرجع هذا الوضع إلى انعدام الإمكانات الطبية المناسبة في القطاع المحاصر، ما يرفع معدل الوفيات اليومية ليصل إلى ما بين 5 إلى 10 مرضى.
يتفاقم الوضع الصحي المتدهور بشكل كبير مع نقص الخدمات الطبية المتوفرة وتناقص أعداد المرضى الذين يتلقون العلاج المناسب داخل القطاع.
تتناقص أعداد مرضى الفشل الكلوي في غزة بشكل مقلق نتيجة للأوضاع الصحية المتردية. يؤكد أبو سلمية أن عدد مرضى الفشل الكلوي انخفض من 1150 مريضاً قبل العدوان على غزة إلى أقل من 700 مريض حالياً.
هذا التناقص يشير إلى العجز المستمر في تقديم الرعاية الصحية اللازمة، مما يؤدي إلى مزيد من الوفيات في صفوف هؤلاء المرضى. يبرز هذا الوضع حجم الكارثة الإنسانية والصحية التي يعيشها السكان في القطاع المحاصر.
تُظهر تقديرات المسؤولين في وزارة الصحة الحاجة الماسة لإجلاء نحو 26 ألف مريض ومصاب من القطاع لتلقي العلاج في الخارج.
يؤكد رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة، أمجد الشوا، أن هذا الرقم يعكس حجم الأزمة الصحية التي يواجهها القطاع في ظل استمرار الحصار ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية.
يحذر الشوا من انتشار المجاعة بشكل كبير وسوء التغذية، حيث لا تتوافر مقومات الحياة الأساسية، بما في ذلك الأدوية الضرورية لعلاج المرضى.
تشهد غزة نقصًا حادًا في المياه، مما يؤثر على حياة السكان بشكل مباشر. يصل هذا النقص إلى مستويات حرجة، حيث يُحرم تسعة من كل عشرة أشخاص من الحصول على مياه شرب آمنة.
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من تداعيات هذا الوضع على الصحة العامة، مشيرة إلى أن 600 ألف شخص تمكنوا من الحصول على مياه الشرب لفترة قصيرة، قبل أن تفصل السلطات الإسرائيلية الكهرباء عن محطة تحلية المياه في وسط القطاع، مما أدى إلى توقف عمليات التحلية مجددًا.
يُعتبر انقطاع الكهرباء عن محطات تحلية المياه تهديدًا حقيقيًا لحياة سكان غزة، حيث تحذر الأمم المتحدة من مخاطر هذا الوضع، خاصة أن 1.8 مليون شخص، أكثر من نصفهم أطفال، يحتاجون بشكل عاجل إلى المساعدة في مجال المياه والصرف الصحي.
تنذر هذه التطورات بكارثة إنسانية وبيئية خطيرة في القطاع، كما أكدت المقررة الأممية المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز. يشير قطع الكهرباء إلى عدم وجود مياه نظيفة، ما يهدد بانتشار الأمراض ويزيد من معاناة السكان.
تشهد غزة ظروفًا غير إنسانية نتيجة لانعدام الخدمات الصحية الأساسية، حيث يواجه المرضى والمصابون الموت بانتظار الفرصة للسفر لتلقي العلاج.
تستمر المعاناة في ظل العجز في الحصول على مياه الشرب النظيفة والرعاية الصحية الضرورية، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية المستمرة في القطاع.