ثقافة وتاريخ

محافظة الإسماعيلية: بوابة مصر الشرقية وتاريخ عريق يجمع بين التراث والحداثة والتنمية الاقتصادية

تعد محافظة الإسماعيلية من أبرز محافظات مصر التي تتميز بموقعها الاستراتيجي الفريد، حيث تشكل بوابة مصر الشرقية وتفصل بين قارتي آسيا وإفريقيا.

تجمع المحافظة بين التراث الحضاري العريق والطبيعة الخلابة، إضافة إلى دورها المحوري في التاريخ المصري الحديث والمعاصر من خلال قناة السويس الجديدة.

موقع محافظة الإسماعيلية

تقع محافظة الإسماعيلية في الجزء الشرقي من جمهورية مصر العربية. يقسمها قناة السويس إلى قسمين، حيث يقع الجزء الغربي منها في قارة إفريقيا والجزء الشرقي في قارة آسيا.

تحدها من الشرق سيناء وقناة السويس، ومن الغرب محافظة الشرقية، ومن الجنوب محافظة السويس، ومن الشمال محافظة بورسعيد وبحيرة المنزلة. تشكل المحافظة بوابة مصر الشرقية الاستراتيجية.

المساحة والتقسيم الإداري

تبلغ مساحة محافظة الإسماعيلية حوالي 5066 كيلومتراً مربعاً، وتضم 7 مراكز ومدن رئيسية، وهي الإسماعيلية (العاصمة)، التل الكبير، فايد، القنطرة شرق، القنطرة غرب، أبوصوير، والقصاصين الجديدة.

كما تحتوي على 3 أحياء رئيسية و34 وحدة محلية قروية، إلى جانب 33 قرية رئيسية و1010 نجع وعزبة موزعة على المراكز المختلفة.

السكان والأنشطة الاقتصادية

يبلغ عدد سكان محافظة الإسماعيلية حوالي 1,434,741 نسمة وفقًا لإحصائية الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء الصادرة في 27 يوليو 2022.

يتميز سكان المحافظة بحبهم الشديد لرياضة كرة القدم، وتهيئة النشء لممارستها، بالإضافة إلى شهرتها بزراعة أجود أنواع المانجو في مصر.

يشكل اللون الأصفر الخاص بفريق الإسماعيلي رمزًا لهذه الفاكهة المميزة، مما يعكس الطابع الزراعي للمحافظة.

أهم المعالم السياحية في محافظة الإسماعيلية

تضم الإسماعيلية العديد من المعالم السياحية البارزة. تتقدمها قناة السويس الجديدة التي تم افتتاحها في أغسطس 2015، وتعتبر من أهم المعالم الجاذبة للزوار.

تشكل القناة الجديدة مع المجرى القديم خطًا متوازيًا بطول 72 كم، مما يعزز الأهمية الاقتصادية والسياحية للمحافظة.

يتواجد متحف ديليسبس في أحد فيلات هيئة قناة السويس التاريخية بشارع صلاح سالم، ويعرض مقتنيات المهندس الفرنسي فرديناند ديليسبس، صاحب مشروع حفر قناة السويس.

كما يتميز متحف آثار الإسماعيلية بكونه أقدم متحف إقليمي في مصر، حيث يعرض قطعاً أثرية من العصور المختلفة، بدءًا من العصر الفرعوني وحتى عصر محمد علي.

تحتضن قرية أبو عطوة القريبة من مدينة الإسماعيلية متحف دبابات أبو عطوة، الذي يخلد ذكرى معركة أكتوبر 1973 عندما تصدى أبناء الإسماعيلية والقوات المسلحة للدبابات الإسرائيلية.

موقع تبة الشجرة يعد معلمًا تاريخيًا هامًا على بعد 10 كيلومترات من المدينة. هذه التبة كانت من أهم نقاط التحصينات الإسرائيلية خلال حرب 1967، وهي الآن متحف في الهواء الطلق يعرض الدبابات والمرافق العسكرية الإسرائيلية التي خلفتها وراءها.

بحيرة التمساح تشكل واحدة من أجمل البحيرات الطبيعية في مصر، حيث تبلغ مساحتها 14 كيلومتراً مربعاً، وتعتبر وجهة رئيسية للترفيه والاستجمام.

تنتشر مقابر الكومنولث في مناطق التل وفايد والقنطرة شرق، وتحتوي على رفات جنود من الحرب العالمية الثانية.

يُعد الجامع العباسي من أقدم المعالم الدينية في المحافظة، حيث بناه الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1898، ويتميز بسقفه الخشبي المزخرف بزخارف الأرابيسك.

الكنيسة الفرنساوي، وهي كاتدرائية القديس مارمرقس التابعة للأقباط الكاثوليك، تعد من أشهر وأقدم الكنائس في الإسماعيلية، وتقع في حي أول بشارع أحمد عرابي.

القلعة البطلمية والقلعة الرومانية بالقنطرة شرق تعدان من أبرز المعالم الأثرية، وقد تم اكتشاف العديد من الآثار الهامة بهما، مما يعكس تاريخ المنطقة العريق.

شعار وعيد قومي لمحافظة الإسماعيلية

يتوسط شعار محافظة الإسماعيلية غصنان من الزيتون، يرمزان إلى السلام، يعلوهما نسر الجمهورية. ويضم الشعار عوامة وسفينة ترمزان إلى النقل البحري.

تحتفل المحافظة بعيدها القومي في 16 أكتوبر من كل عام، وهو اليوم الذي يمثل تلاحم أبناء الإسماعيلية في الكفاح ضد الاحتلال البريطاني خلال أحداث 16 أكتوبر 1951.

تظل محافظة الإسماعيلية رمزًا للتاريخ الغني والطبيعة الساحرة، مع إسهاماتها البارزة في تطور مصر الحديث. من معالمها السياحية المتنوعة إلى مكانتها الاستراتيجية الهامة، تستمر الإسماعيلية في جذب الزوار والاستثمار، مما يعزز دورها في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمصر في المستقبل.

محافظة الإسماعيلية
المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى