مجلة أمريكية: إيران قد تخسر العراق بعد خسارتها سوريا ولبنان

نشرت مجلة فورين أفيرز الأمريكية تقريرا بعنوان “إيران قد تخسر العراق” جاء فيه أن إيران تشعر بالرعب من احتمال سقوط قطعة دومينو أخرى بعد سقوط أذرعها في كل من سوريا ولبنان, وبات العراق هو المكان الأكثر ترجيحا لحدوث ذلك.
وقالت المجلة في تقرير لكل من مايك نايتس وحمدي مالك إن الساسة العراقيين يبدون أكثر حرصا من المعتاد على استرضاء الولايات المتحدة, بينما يجب على واشنطن أن تستغل هذه اللحظة لتقليص مستوى السيطرة الإيرانية في العراق بشكل دائم. ولابد وأن تفعل ذلك ليس من خلال العمل العسكري واسع النطاق، بل من خلال الدبلوماسية الصارمة، والتهديد بالعقوبات، والعمليات الاستخباراتية. مشيرة إلى أن من شأن مثل هذه التدابير أن تحرم إيران من مصدر حيوي للتمويل، وتمنح الولايات المتحدة نفوذاً في أي مفاوضات مع زعماء النظام الإيراني, وكذلك الأمر الأكثر أهمية هو أن هذه التدابير من شأنها أن تؤدي إلى تحسين الحكم في العراق، الذي عانى لفترة طويلة تحت قبضة إيران.
وبحسب المجلة فإن طهران يائسة من التمسك بالعراق، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن العراق يمثل لها “بقرة حلوب” لأنه خامس أكبر منتج للنفط في العالم ولا يخضع لأي عقوبات دولية على صادراته النفطية، على عكس إيران ووكلائها. ونتيجة لهذا، يمكن للحرس الثوري الإيراني، والميليشيات العراقية، وحزب الله في لبنان، وحتى الحوثيين في اليمن، أن يكونوا أثرياء جميعًا من خلال السيطرة على اقتصاد العراق.
كما تطرق التقرير إلى وضع الحشد الشعبي أسمياً تحت سيطرة الحكومة العراقية ليتلقى نحو ثلاثة مليارات دولار من التمويل الحكومي، وإلى شركة “المهندس” العامة التي تتعاون مع شركات صينية وأخرى يديرها الحرس الثوري لتلقي عقود النفط والبناء من الحكومة العراقية، مشيراً إلى أن الحكومة الإيرانية واقعة تحت ضغوط مالية هائلة، والعملة الوطنية تنهار، وأسعار السلع ترتفع يومياً حيث بلغ متوسط التضخم 32%.
وأشارت المجلة أن إيران تتجنب العقوبات بنقل نفطها إلى مياه العراق حتى يمكن تصنيفه زوراً على أنه عراقي وتصديره إلى الأسواق العالمية, كما تسرق الميليشيات مثل عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله النفط العراقي بشكل مباشر من الآبار أو من خلال إنشاء شركات وهمية تتلقى الوقود المدعوم من الحكومة بشكل غير عادل.
وأوضح التقرير أنه ينبغي على واشنطن عقد اجتماعات حصرية مع العراقيين الذين يخدمون المصالح الوطنية العراقية، واتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه النخب العراقية التي تلحق الضرر بمصالح بلادها من خلال تحالفها مع إيران، وفرض عقوبات على أصولهم، وتهميشهم دبلوماسياً، والتهديد باستخدام القوة ضد “الإرهابيين” المدعومين من إيران ومموليهم في العراق.