مقالات وآراء

د.أيمن نور يكتب : قراءة في كلام السيسي أمام الأكاديمية العسكرية

قال السيسي -وبحق- ان الأحداث التي تحيط بمصر تدعوا للقلق.

ولكنه أردف قائلا:- إنه يمكن تجاوز القلق لأن الشعب المصري متماسكا وعلي قلب رجل واحد!!

“و من يتحدّث عن التماسك الوطني، عليه أولًا أن يسأل : لا استقرار مع خوف، ولا وحدة مع ظلم،

ولا تماسك مع سياسةٍ تجعل من الاختلاف خطرًا، ومن الرأي الحر جريمةً تستوجب العقاب.

في اللحظة الفارقة، ﻻ يكون الإصلاح خيارًا، بل هو السبيل الوحيد لإنقاذ الدولة من أزماتها، ولإعادة بناء الثقة بين السلطة والشعب.

وأولى الخطوات نحو هذا الإصلاح هي:

الإفراج عن جميع المعتقلين في قضايا الرأي والسياسة، والعفو عن المحكوم عليهم، فالأوطان لا تستقر حين تكون سجونها أكثر امتلاءً من شوارعها، وحين يُصبح التعبير عن الرأي مخاطرةً تُكلف صاحبها سنواتٍ من الغياب.

وتعليق تنفيذ عقوبة الإعدام في القضايا السياسية، لأن العدل لا يكون بالانتقام، ولأن الدولة التي تريد أن تبني المستقبل لا يمكن أن تظل أسيرةً لازمات وصراعات الماضي.

ولا بد من إعادة النظر في كافة القوانين الاستثنائية التي تحولت إلى أدواتٍ لتكميم الأفواه، وعلى رأسها قوانين الكيانات الإرهابية، التي أصبحت سيفًا مُسلطًا على كل رأيٍ معارض.

فالوطن لا يمكن أن يكون سجنًا لأبنائه، ولا يمكن لدولةٍ أن تدّعي الاستقرار وهي تغلق أبوابها في وجه ملايين من مواطنيها.

مصر تحتاج برلمان نزيه وهو ما لا يمكن تحقيقه الا بنظام انتخابي جديد يضمن عدالة التمثيل، وإشرافًا قضائيًا كاملًا على الانتخابات الرئاسية والتشريعية ، لأن الشرعية لا تُصنع في الأقبية، ولا تُفرض بالاغلبيات الزائفه،والاحزاب المصنوعة ، بل تُمنح عبر إرادة حرة لشعب يختار من يحكمه و من يمثله.

أن الأمم المتماسكه، هي الأمم الحره بلا قيود مفروضة على الإعلام، ولاتضييق على المجال العام .

مصر ستكون علي قلب رجل واحد عندما تتحدد ملامح مستقبلها عبرحوار وطني شامل، يلتزم في اختيار مكوناته ، بما تم الإعلان عنه في 26 أبريل 2022، فيضمن مشاركة جميع الأطياف دون استثناء، لأن الأوطان لا تُبنى بالإقصاء، ولا تُصلح أوضاعها بالتجاهل، ولا يمكن لمن يطالب بالتماسك أن يواصل تقسيم المجتمع بين “مؤيد” و”خائن”.

حين يُصبح الوطن للجميع، وحين لا يُعامل المواطن وفقًا لآرائه، وحين يكون الاختلاف حقًا لا تهمة، يمكننا عندها أن نتحدث عن تماسكٍ حقيقي، وعن وحدةٍ تتجاوز الشعارات، وعن دولةٍ تُبنى على أسسٍ صلبة، لا على أوهام و خطب مرسلة.

التماسك الوطني ليس ما يُقال في المحافل، بل ما يعيشه المواطن كل يوم، وما يشعر به في تفاصيل حياته، وما يراه في سياساتٍ تجعله شريكًا في وطنه، لا مجرد متفرجٍ على مصيره.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى