بيان حزب غد الثورة الليبرالي المصري حول المستجدات في فلسطين وسوريا

حزب غد الثورة الليبرالي المصري، وهو يتابع بقلقٍ عميق وألمٍ بالغ ما تشهده الساحتان الفلسطينية والسورية من تطوراتٍ متلاحقة، يرفع صوته ليؤكد على المواقف التالية:
إن الاحتلال، بوجهه المتغطرس، يواصل سيره على طريق المراوغة والمماطلة، متنصلًا من تعهداته، ومتلاعبًا باتفاقاتٍ يوقّعها بيدٍ وينقضها بالأخرى. وما بين الالتزام الزائف والتهرب المتكرر، يتضح أن هذا الكيان لا يفهم سوى لغة القوة، ولا يلتزم إلا أمام الإرادة التي تُجبره على الخضوع. إننا نؤكد على ضرورة إلزامه بما وقّع عليه، ونحذر من محاولات الضغط على المقاومة في الوقت الذي يُترك فيه العدو طليقًا بلا محاسبة.
في غزة، حيث تنطق الجدران بالألم، وتئن الأرصفة تحت وطأة الجوع، يمضي الاحتلال في جريمة حرب جديدة، يضيفها إلى سجلّه الحافل بالعار. حصارٌ لا يهدف إلا إلى كسر إرادة شعبٍ عصيٍّ على الكسر، وتجويعٌ لا يسعى إلا إلى وأد الروح قبل الجسد. إننا نحمّل هذا الكيان المجرم المسؤولية الكاملة عن هذه الكارثة الإنسانية، ونؤكد أن التخاذل الدولي أمام هذه الجريمة هو تواطؤٌ صامت في إبادةٍ جماعيةٍ بطيئةٍ لشعبٍ ذنبه الوحيد أنه تشبّث بأرضه.
هناك، في قلب القدس، حيث تقف قبة الأقصى شاهدةً على ظلم المحتل، تواصل عصابات المستوطنين اقتحامها المدنس لساحاته، مدفوعةً بوهمٍ أن التاريخ يمكن أن يُعاد كتابته بحدّ السيف وبطش القوة. لكن القدس، التي قاومت كل الغزاة، ستبقى فلسطينيةً رغم أنف الحصار والعدوان. إننا ندعو الأمة إلى النهوض من سباتها، وإلى أن تدرك أن المساس بالأقصى هو استهدافٌ مباشرٌ لكرامتها وهويتها، وأن الدفاع عنه ليس خيارًا، بل واجبًا تفرضه العقيدة والتاريخ.
في سوريا، حيث الحلم بالدولة العادلة لا يزال معلقًا بين أنقاض المدن وأشلاء الضحايا، يتكرر المشهد ذاته من العنف والدماء، وكأن الأرض لم تكتفِ بعدُ من الفقدان. إننا إذ نترحّم على أرواح الأبرياء، فإننا نؤكد أن العنف لا يمكن أن يكون طريقًا إلى العدل، ولا أداةً لضبط المشهد السياسي. إن فلول النظام السابق، الذين التفّوا على ثورةٍ ولدت من رحم الأمل، فحوّلوها إلى ساحة صراعٍ وفوضى، يتحملون مسؤولية مباشرة عن هذا النزيف الذي لا يتوقف.
ونطالب السلطات السورية بتحقيقٍ جادٍ يكشف الحقائق أمام الشعب، ومحاسبة كل من أراق الدماء، فليس هناك عدلٌ دون مساءلة، ولا استقرار دون قطيعةٍ مع الفوضى. كما نؤكد أن سوريا لن تستعيد توازنها إلا عبر توسيع الشراكة الوطنية، والاعتراف بحق جميع أبنائها في صياغة مستقبلهم دون إقصاءٍ أو هيمنة. فالدولة التي تنهض على أسس العدل والمواطنة، لا على أنقاض القهر والدم، هي وحدها القادرة على الصمود في وجه العواصف.
إننا في حزب غد الثورة الليبرالي المصري، إذ نؤكد موقفنا الثابت في دعم الحقوق العربية العادلة، نؤمن أن الشعوب، مهما تآمرت عليها قوى الاستبداد والاحتلال، قادرةٌ على انتزاع مصيرها من براثن القهر، وأن الليل مهما طال، فإن فجر الحرية آتٍ لا محالة.
رئيس الحزب
د. أيمن نور
١١ مارس