إعلام إسرائيلي: طموح السنوار لعام 2025 قد ينهي الحرب

في مقال لمحلل الشؤون الإسرائيلية كوبي مايكل، نُشر في صحيفة “جيروزاليم بوست”، يُعتبر انتخاب السنوار تحوّلًا مهمًا قد يؤدي إلى إعادة تقييم أسلوب التعامل مع المفاوضات. بحسب مايكل، يعد هنية عائقًا في طريق المفاوضات، بينما يُتوقع أن السنوار، بكونه لا يزال متواجدًا في غزة، سيتبنى أسلوبًا أكثر واقعية ويكون أكثر انفتاحًا على الحلول.
ويضيف المحلل أن قدرة السنوار على القيام بدور فعال كقائد لحماس سيكون موضوع جدل، لكنه يملك الإمكانيات لإعادة تشكيل موقف الحركة على الساحة الدولية. ومن المحتمل أن يسعى السنوار لتعزيز مكانته كزعيم لحركة حماس وتأكيد دوره في تحقيق استمرار الحركة في الانتخابات المقبلة لعام 2025.
في سياق إضافي، أشارت التحليلات إلى أن اختيار السنوار جاء نتيجة عدة عوامل إقليمية ومعقدة، حيث اعتقد الكثيرون أن خالد مشعل سيكون المرشح الأقرب للمنصب، لكن اختيار السنوار يمثل تحولًا مفاجئًا.
وقال يحيى السنوار في تصريح له عقب تعيينه: “أدرك حجم التحديات التي تنتظرنا، وسأعمل مع القيادات والأعضاء لضمان استعادة حقوق شعبنا وتحقيق السلام العادل.”
ماذا لو تم التفاوض؟
عن مفاجأة اختيار السنوار خلفا لهنية، يقول المحلل السياسي الفلسطيني، نزار جبر، لموقع “سكاي نيوز عربية”: “إنه هو المطلوب رقم 1 في إسرائيل التي تعتبره المسؤول عما حدث في 7 أكتوبر، واختياره بمثابة صدمة لكل الفلسطينيين، وشعرنا بأن المفاوضات انهارت، لم يكن لأحد علم بأن هنية هو المعطل لصفقة الرهائن، الجميع كان يقول إن السنوار هو الذي يعطلها”.
إلا أن جبر يرى أن ما جاء في مقال “جيروزاليم بوست” قد يكون بعيدا عن الواقع، مبررا ذلك بأن إسرائيل “لن تقبل بالسنوار رئيسا لحماس، وسياستها على مدار العقود الماضية اغتيال من يهدد أمنها، والسنوار خطط لأكبر كارثة في تاريخ إسرائيل، وستلاحقهم طوال تاريخهم”.
وعلى هذا، يتوقع المحلل الفلسطيني أنه “حتى إذا قبلت إسرائيل بالتفاوض مع السنوار، فأعتقد أنها لن تتوصل لاتفاق ينهي الحرب، لكنه قد يكون اتفاقا جزئيا ليس أكثر، ولن تتركه إسرائيل يمارس سلطته في العلن، لكن في عالم السياسة كل شيء وارد”.
لا تفاؤل
الصحفي الفلسطيني، جمال سالم، يشكك بدوره في صحة المقال، وأنه يمكن إجراء مفاوضات بين إسرائيل والسنوار، تُفضي لإنهاء الحرب؛ لأسباب تتعلق بالسنوار وتل أبيب معا.
ويوضح هذه الأسباب لـ”سكاي نيوز عربية” قائلا: “الكل غير متفائل باختيار السنوار؛ الجميع يعلم أنه أكثر تشددا من هنية، وإسرائيل قد تتفاوض معه بعض الوقت من أجل الرهائن، لكن هل ستسمح له بإدارة القطاع؟”
“وغير كل ذلك، هل ستسمح له بممارسة مهامه كما كانت تسمح لهنية، وتعطيه بعضا من حرية الحركة؟”، يتساءل سالم.
ويختتم بأنه “في العموم، الصحافة الإسرائيلية لا تتحدث من فراغ، وقد تكون هناك كواليس لا يعلمها أحد، أو هناك صفقة لإنهاء الحرب وخروج السنوار من غزة والسماح بحكم بديل فيها”.
دعوة لـ”التصفية السريعة”
ولا يتناسب الرأي القائل بأن اختيار السنوار هدفه تنشيط المفاوضات مع تصريحات بعض كبار المسؤولين الإسرائيليين بشأنه.
فقد دعا وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، مساء الثلاثاء، إلى “تصفية سريعة” له، وكتب على منصة “إكس”، أن “تعيين الإرهابي يحيى السنوار، على رأس حماس، خلفا لإسماعيل هنية، هو سبب إضافي لتصفيته سريعا، ومحو هذه المنظمة الحقيرة من الخارطة”.
بالمثال، علق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، خلال زيارة لقاعدة جوية على تعيين السنوار: “هذا الأمر بالنسبة إلينا يمثل حافزا إضافيا للعثور عليه”، متوعدا بتصفيته.
ويُنظر إلى السنوار البالغ 61 عاما، على أنه الرئيس الفعلي لحماس، وصاحب الكلمة العليا في قرار الحرب والتفاوض، لكنه لم يُشاهد منذ اندلاع الحرب مع إسرائيل في أكتوبر 2023.
وأمضى 23 عاما في السجون الإسرائيلية قبل الإفراج عنه في 2011، ثم انتخابه رئيسا للحركة في غزة عام 2017.